إقليم سيدي قاسم في قلب وثيقة المطالبة بالاستقلال
بقلم زينب فيلالي صدوق
تعد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944 حدثا وطنيا وضاء في مسيرة الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية، وهو فرصة هامة لاستحضار الدلالات العميقة والمعاني الوطنية العالية التي جسدها ارتقاء الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية استشرافا لآفاق مغرب المستقبل.
سطع نجم إقليم سيدي قاسم بقوة خلال هذه المحطة الحاسمة من مسار النضال الوطني، إذ ربوعه تروي عن مساهمة أبناء هذه التربة الخصبة في هذه الفترة القاسية من تاريخ المغرب بتضحياتهم الجليلة وطنيتهم الصادقة، التي ساهم في إرساء خطاها رجل من رجالات الإقليم الذي صنع مجدا تاريخيا بهته الربوع إلى جانب نخبة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذا الإقليم الأبي.
إنه “مسعود الشيكر” الرجل الوطني والمثقف، ابن حي الشليحات، الذي خلق لنفسه مكانا بين صفوف كتلة العمل والحزب الوطني، فكان قياديا في حزب الاستقلال وعضوا بلجنته السرية التي كانت تعرف ب “الطائفة”، كما أغنى الحقل الإعلامي بكتابة مقالات تتناول الحياة السياسية والاجتماعية والقضائية بأسماء مستعارة من قبيل “أبو ادريس” و”أبو الفوارس”، وفي 1930 كان من المناوئين لسياسة الظهير البربري، ليترجم ذلك بالمشاركة في إعداد كتاب “المغرب” الذي أصدره الحزب للتعريف بالقضية الوطنية سنة 1934، كما كان ضمن الجماعة الوطنية التي أشرفت على “دفتر مطالب الشعب المغربي”، إذ سيتعرض للفصل من الوظيفة بسبب توقيعه على عريضة المطالبة بالاستقلال 1944، ليستمر في مواصلة عمله النضالي والوطني إلى جانب أعضاء الحركة الوطنية.
لقد شكلت المؤهلات العلمية والثقافية والإدارية للوطني “مسعود الشيكر” نقطة تحول وتطور في مساره، إذ ساهمت في تقلده مناصب سامية بوزارات وإدارات الدولة، وذلك منذ 1947 إلى غاية 1969، نفس السنة التي سيرحل فيها “مسعود الشيكر” إلى دار البقاء بمدينة سلا يوم 30 محرم 1389/18 أبريل 1969.
إن سيرة الراحل” مسعود الشيكر” لا تنحصر في حدث وثيقة المطالبة بالاستقلال، بل هي مسار مليء بالعبر ونموذج للاقتداء، وجب تعميمه ونشره بين صفوف أجيال الغد، الذين لهم القدرة على مواصلة تقدم ونماء الوطن.
ولكي لا تبقى هذه السيرة المشرقة حبيسة الكتب والندوات العلمية الرسمية، نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسيدي قاسم بمناسبة حلول الذكرى 77 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944، يومه الأربعاء 13 يناير 2021 محاضرة افتراضية في موضوع: “إضاءات حول مساهمة إقليم سيدي قاسم في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال:
الوطني مسعود الشيكر (1905-1969)”، قدمت من طرف الدكتورة لطيفة لحسيني: القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسيدي قاسم، والتي تندرج ضمن البرنامج الاحتفالي بهذه الذكرى المجيدة، برحاب الفضاء وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.