الإعلامي محمود حجاج مؤلف ثلاثية “المذنبون” و”المفلسون” و”كيف تهزم الجميع” 2025…
حضرت أمس مسرحية “فارس يكشف المستور” لرائد المسرح الأستاذ، وهو حقاً الأستاذ. ومن اللحظات الأولى يشعر الحاضرين بسعادة بالغة من لحظة دخولهم، حسن الاستقبال والتنظيم وتفاصيل المكان والرسومات والديكورات والجوائز، تفاصيل كثيرة تجمع بين جمال الحاضر وبريق المستقبل وأيضاً عراقة الماضي.
يبدأ العرض والمسرح كامل العدد في زمن التيك توك والسوشيال ميديا. لم أتوقع أبداً أن أجد مسرحاً كامل العدد بهذا الشكل، اقبال غير متوقع في وقت الجميع يبحث فيه عن الترند واللقطات السريعة. ولكن بعد مشاهدة الجزء الأول من العمل مع تفاعل الجمهور، أيقنت السبب وتفهمت أن مهما انتشر جمهور الوجبات المكشوفة واللقطات السريعة والترند، هناك جمهور آخر يبحث عن القيمة والمحتوى ويذهب مسافات سواء من محافظات خارج القاهرة أو داخل القاهرة ليصل إلى المتعة الحقيقية والرسالة. هذا ما فعله الأستاذ صاحب المدرسة والمعلم.
يمكن القول إن المتعة الحقيقية تتحقق ليس فقط بقوة العرض، ولكن هناك عوامل أخرى كثيرة، الديكورات والعروض الغنائية والتوازن بين المساحات لكل فريق العمل، واعطاء الفرصة لأجيال جديدة وظهورها بقوة، إضافة إلى احترافية الإخراج والانتقال بين المشاهد والفواصل بطريقة تجعل المشاهد ليس مشاهداً ولكن تجعله يتأثر ويشعر أنه جزء من العرض، يتفاعل ويتأثر.
ما أجمل أن تفكر أولاً في المغزى، ثم تبتسم، ثم تضحك بقوة، ثم تتألم. وما أسوأ أن تضحك بسطحية لمجرد سماع لفظ ليس له معنى، لمجرد أنه ترند أو خادش للحياء.
يمكن أن نلخص كل ذلك بأن الأستاذ صنع كوميديا تتمتع بالوقار ومحتوى له هيبة وفواصل لا تشعر بها أبداً وعروض غنائية كأنها تحدثك وتشكو لك، تفرح معها أحياناً وتحزن معها أحياناً أخرى، حالة متكاملة لا مثيل لها. هذا هو الأستاذ، خلطة من الماضي والحاضر والمستقبل.