سجيتنا الإنسانية سر وجودنا
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي
مدير المركز المغربي الخاص للتدريب المعتمد دوليا من طرف البورد الأمريكي الكندي

اليوم و ليس ككل يوم سوف أطرح سؤالا و لا أريد إجابات جاهزة
فإجاباتنا في سجيتنا و سجيتنا من إنسانيتنا ، و السؤال هو : ما هي السجية الإنسانية ؟
و هل انت حقا موجود ام أنك شبح في هذا الوجود؟
أخطأ من لا يخطىء ، فمن لا يخطئ هو من لا يعمل،
و من لا يعمل و لا يبادر فهو عالة على الوجود ،
لا بأس من إرتكاب الخطأ و إعادة المحاولات مرات و مرات مع السعي نحو تصحيح الأخطاء ، فالخطأ طبيعة إنسانية ، فمن منا لا يخطئ؟
فلا تخرب حياتك بنقدها و التنقيص من ذاتك .ارتكب أخطاء فالحياة ليست كامله و لا تتعبها ، اخطأ و اخطأ ، فلولا الخطأ لما كان العلم و التعلم .
جميل أن نرسم خطة للحياة ، لكن حتى هذه الخطة قد يعتريها النقصان ، فلا حياة بدون أخطاء .
ابحث عن سجيتك في ايمانك بذاتك ، فإنك لن تجد لذة الإيمان إلا بالايمان بذاتك ، و هي متقلبة ساعة وساعة ،
ستأتيك غفلة أوفتور وهذه أيضا طبيعة البشر و محض السجية الإنسانية لأنه إذا خالفت سنن النظام الكوني الرباني فإنك لا محالة ستصاب بإكتئاب و وساوس وأفكار سلبية و ستكون هناك نتائج سلبية .
اعلم أيها الإنسان أن الله لا يريد أن يعذبك بل خلقك ليسعدك ، فهو رحيم بعباده و يفرح بعبده المؤمن و بتوبة عبده و هو لا يكلف نفسا الا وسعها
اعمل ما استطعت وتجنب الحرام ، و إذا وقعت في الحرام فأستغفر وتب ، فكل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون
الزام النفس بالكثير من المستحبات ومجاهدة النفس ، فعدم الوقوع في خطأ هذا لن يكون فالخطأ جزء منا
إياك و قطاع الطرق الروحية و لصوص السجية الإنسانية ، فهم من يذكرون عيوبك و ينتقصون من سجيتك و كأنهم ملائكة و هم الذ الأعداء ،
تخلص منهم بالتخلص من الاعتقاد بضرورة عدم الوقوع في الخطأ ، و استفد من نقد قطاع الطرق و دعهم في طرقانهم تائهين
انطلق ، لكن أخطئ وصحح ثم أخطىء وصحح ، و اسقط ثم انهض فليس منا من ازداد واقفا على رجليه بل كلنا ولدنا منحنين ،
سوف يأتيك كلام سلبي عنك و عن اسلوبك ، فهل هناك من هو متصف بالكمال سوى المولى تعالى ؟
و تيقن انه ليس هناك من يعجزك غير عدم ثقتك في نفسك فهل تريد أن تعمل المستحيل لتغير حياتك حسب ما يرونه هم لا ما تراه انت ؟
هناك أشياء بسيطة ستغير بها حياتك و هي ان تحيا على سجيتك الإنسانية لا على ما يريده الأخرون ، و اعلم أن هذا الناقد لك لا يطبق ولا يعمل بكل النصائح فلو عمل على سجيته الإنسانية لوجد تغيراً كبيرا أجدا و أنفع له و لغيره
يقول أحدهم :”عندما تكون على فراش الموت لن تندم على الأشياء التي فعلتها بطريقة غير صحيحة بقدر ندمك على الأشياء التي تريد أن تفعلها ولم تفعلها ” فالحياة مغامرة جريئة أو لا شيء و الذين لا يغامرون لا يتمتعون بالحياة ولا يجدون لها لذة و لا معنى .
لقد اختلف المحللون والمتكلمون في تحديد الأزمة الحقيقية التي نعيشها اليوم ، فالبعض قال إنها سياسية وآخرون يعتبرونها أمنية ، وغيرهم يقول بأنها إقتصادية والبعض حددها ثقافية وكما يقال ” اختلف العلماء عند الإختلاف في وجهات النظر ” لكن ازمتنا اليوم أزمة السجية الإنسانية ، وعليه يتضح لنا خطورة واقعنا لصعوبة تشخيصه ، و للأسف و لعدم القدرة على تشخيص ازمة سجيتنا الإنسانية ، فقد تعقدت أحوالنا ، وتعددت أزماتنا.
بل والعجيب هو هروب الكثيرون منا من حقيقة أزمتنا للعيش في زمن التفاهة ، فأصبحت الشخصية الإنسانية تدور حول الاهتمامات الهامشية والسطحية للاسف الشديد
فالأزمة في حد ذاتها هي النقص الحاد في عامل من العوامل، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة، تهدد القيم العليا والأهداف السامية للمجتمع ، بل و تدمر السجية الإنسانية
إننا نرى الحيرة والقلق والارتياب و الارتباك والاضطراب والتوتر والشدة والضيق في واقعنا الذي نعيش رغم أن حقيقتنا عكس ذلك تماماً
فلندع الكلام الفصل والحق هنا لصاحبه ومبينه وصاحب الإعجاز في تلخيصه بما آتاه الله تعالى من جوامع الكلم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم صاحب التنمية الربانية، وفي كلمة واحدة فقط وتحتاج لمجلدات لشرحها وتفسيرها فقد.قال عليه الصلاة و السلام :” كل مولود يولد على الفطرة …” ، إذاً فحقيقة أزمتنا هي القلوب التي تاهت عندما تخاصمت مع فطرتها و سجيتها الإنسانية و تعلقت بالماديات وشهوانيتها ومتاعها وملذاتها وزينتها
وسبب ذلك كُلِه هي غياب الإعتزاز بالذات و تنمية أخلاقنا ،ولُخصت قضية الأنبياء والمرسلين ومهمتهم العظمى بعد التوحيد بقوله عليه الصلاة والسلام :” إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق “
فقد نرى الأب والقائد والمدرب في واقعه غير حقيقة المبادئ والقيم التي ينادي بها و الذي يجب أن يتمثلها
وترى العميل والمتدرب يعيش بواقع غير حقيقة المبادئ والقيم التي ينبغي أن يتمثلها
وقِس على ذلك بين الزوج وزوجته، وبين الأب وإبنه ، وبين الظابط وجنديه، وبين المدير وموظفه ، وبين المعلم وتلميذه ، وبين البائع وزبونه، وبين المالك وشريكه، وبين المؤجر ومستأجره، وبين المُدَين ومديونه
والجواب بإختصار :
غِياب القدوة بغياب السجية الإنسانية ،فأين الآيات التي تمشي على الأرض ؟
وأين القيم التي تتمثل على الأخلاق ؟
وأين المحاسن التي تتفاضل في الأذواق و السجية الإنسانية ؟
إن سر التحول والتغيير من الواقع المؤلم والحال المعمول إلى الحقيقة الحلوة والواقع المأمول يَكمن في العمل والتطبيق بآية وسنة التغيير الحق
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم”
فكل واحدٍ منا يسأل نفسه ما الذي أستطيع تغييره في نفسي , فتستطيع أن تزكيها وتعلمها وتطورها وتنميها
ومن جهتنا فقد سعينا ونسعى للمشاركة بالأمور الأربعة التالية :
⃣ إطلاق مشروع ” رسالتنا إنسانية متجددة ” بمستوياته ومراحله بمنهجية علمية وعملية نوعية حصرية
⃣ مدربو ومدربات المركز المغربي الخاص للتدريب يقومون بإعداد المناهج والبرامج والأدلة التطبيقية لبناء الشخصية و تتبيث المبادئ والقيم بالمقاربة البيداغوجي لبناء الذات
⃣ توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم بيننا كمؤسسة قيمية وبين أهم الشركاء العاملين للقيم ، ومن أهمها توقيع مذكرة الإعتماد مع المؤسسات الرائدة في القيم المجتمعية
⃣ العمل مع كوادر ونخبة علمية وفكرية لتأسيس مبادرة قيمية نوعية بإسم ” رسالتنا إنسانية متجددة “
كن مغيراً أو مشاركاً أو داعماً أو مشجعاً ولا تكن غيرها فتحزن