بقلم صديقكم خالد بركات..
فَفَرقٌ بين من يَقولُ لكَ بِلِسانهِ : إني أحبُّكَ ولا
شاهِدَ علَيهِ من حاله وبين منْ ساكِتٌ لا يتكَلَّمُ
وأنت ترى شَواهِدَ أحوالِهِ كلُّها ناطقَةً بحبهِ لك..
ابن القيم..
راقت لي..لا تحكم على الظاهر ولا على المظاهر..
عاش خياط عجوز في قرية صغيرة وكان يخيط ملابس غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد..
وفي يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له : أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك..
لماذا لا تساعد الفقراء في القرية..؟؟!!
انظر للجزار الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية للفقراء..
لم يردّ عليه الخياط وابتسم بهدوء..
خرج الفقير متوتراً ومنزعجًا من عند الخياط وأشاع في القرية بأنّ الخياط ثري ولكنّه بخيل.. فنقموا عليه أهل القرية..
وبعد مدّة مرض الخياط العجوز ولم يعره أحد
من أبناء القرية اهتمامًا ومات وحيدًا..
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم
يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا..!!
فسألوه عن السبب قال : بأنّ الخياط العجوز هو الذي كان يعطيني كل شهر مبلغاً من المال لأرسل لحمًا للفقراء، ومات فتوقّف ذلك بموته..
العبرة..
قد يسيء بعض الناس بك الظن ويظنك آخرون أطهر من ماء الغمام، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
تذكر..أن لا تحكم على أحد من ظاهر ما تراه منه، فقد يكون في حياته أمورًا أخرى لو علمتها لتغير حكمك عليه وتندم على ظنونك..
اللهم..ابعد عنا الظنون،وارزقنا صفاء ونقاء النوايا