صدى الكلمات.. السعي والرزق..!!
يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..
تابع دربك بالحياة ولا تقف اذا واجهتك الصعاب
ولا تقلق يوماً من تدابير بعض البشر، فأقصى ما
يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله..
وقلّ اللهم.. بك نستعين في عسرنا ويسرنا، واياك ندعو رغباً ورهباً، فإنك العالم بتسويل النفس.. وفتنة بعض البشر، وصرف الدهر، وتلون الصديق
وبائقة الثقة، وقنوط القلب، وضعف المنة..
واحرسنا يا الله، عند الطلب من الخيبة..
وعند المنازلة من الطغيان، وعند الغنى من البطر
وعند الفقر من الضجر، وعند الكفاية من الغفلة.
السعي والرزق، قصة مقتبسة مليئة بالعبرّ..
كان الهُيبري من كبار موظفي الدولة أيام أحد الخلفاء العباسيين، ثم صُرف عن عمله، فأخذ يقف على باب الوزير يطلب عملاً يعيش منه
كان يقف كل يوم فعندما يأتي الوزير إلى ديوانه يراه ولا يعبأ به، وذات يوم قال له الوزير :
قد أزعجتنا يا رجل، إنصرف عنا، ووالله لن تنال رزقاً على يديَّ أبداً..
فقال الهُيبري : إن للرزق أبواباً، وبابُ رزقي أنت
فإن قسم الله لي شيئاً فسآخذه رغماً عنك، وإلا فسأوذيك برؤيتي كما تؤذيني بتعطيلك إيايّ..
وصار الهُيبري يقف بباب الوزير مرّة في الصباح ومرّة عند العصر، وأخذ الوزير يفكر في مكيدة تخلصه من الهُيبري، لكثرة إنزعاجه منه..
وذات يوم قصد الوزير قصر الخليفة، وفي أثناء الكلام سأله الخليفة : أعندك رجل نولّيه مصر..؟؟
فقال الوزير : الهُيبري، وكان جوابه دون تردد..
قالها بغير وعي لشدة تفكيره بمكيدة للهُيبري..
فقال له الخلفية : تقصد الهُيبري، أي هذا الرجل
الذي صرفناه من الخدمة..؟؟!؟
إنها والله بادرة طيبة، أن نقلده عملاً..
فصاح به الوزير مستدركاً : يا أمير المؤمنين
أنا قصدت الزُبيري..
وكان الوزير قد أراد أن يقول الزُبيري ولكنّ الله أنطق لسانه باسم الهُبيري لكثرة ما شغله فكره
فقال له الخلفية : بل نولّي الهُيبري إن شاء الله
قال الوزير : يا أمير المؤمنين، هذا رجل يزعجني كلّ يوم ويقول لي إنّ رزقه على يدي..
فضحك الخليفة وقال : قد والله صدق، ورزقه الله على يديك ورغم أنفك، فإذهب في الحال وبلّغه أن يرحل من فوره إلى مصر والياً..
العبرة..
ولا مخلوق يمنعك رزقاً كتبه لكَ الخالق..
كم من شخص نيته الأذية، ولكن بيد الله القرار..
والأرزاق بيد رب العباد وحده، وليس بيد عباده..
اللهم..ارزقنا رزقاً لم نتوقعه، وخيراً لم نفكر به
وتحقيق أمنيات ظننا يوما أنها مستحيلة..
وإستجابة دعوات نكررها، وهبّ لنا ما نتمنى
إننا نفوض دنيانا اليك فأنت وكيلنا ومدبر أمرنا..
{ رسالة من عبدالله لعبدالله..}