صدى الكلمات..كلنا للوطن للعلى للعلم..

بقلم خالد بركات..
لنكن حقاً..كلنا للوطن للعلى للعلم..
ويبقى الوطن، هو بيت العزة والكرامة والولاء والإنتماء وبيت الشرف والفخر والاعتزاز..
وحصن الأمان والهدف الأسمى لأبناؤه، وأنه فوق أي أعتبار أو متطلبات فئوية أو ذاتية آنية..
في ظلّ هذه الظروفِ الصعبة، والحسّاسة التي نمرّ بها في لبنان، والتي هي ليست خيار الشعب اللبناني، لكن يجبُ علينا جميعاً أن نوحد صفنا الوطني قدر المستطاع، لنكون مستعدين للتغييرٍ الحتمي لما فيه خير للوطن والمواطن..
ولا بد لنا من أن نشيد بمواقف بعض الأطراف اللبنانية، واللجنة الخماسية بالدعم اللامحدود بالمساهمة في إنجاح إنتخاب رئيس للجمهورية، والمساهمة بإسلوب مباشر أو غير مباشر بأختيار القاضي نواف سلام المعروف بنزاهته وأخلاقه، لتشكيل الحكومة، ومساعيهم الجادة للمّ الشملِ، وتوحيدِ الصفّ اللبناني، إنّ وحدة الصف خلال هذه الفترة ضرورة تاريخية، وأهم ما ينادى به، وتأتي أهميته ليس لحساسية الظرف التاريخي فحسب، بل كونها من مطامح الشعب اللبناني، وأولويات حراكهم السياسي، وجاءت المبادرة في التوقيت المناسب والملح..
والجميع متفقين على ضرورة وحدة الصف، بلم الشمل فجاءت هذه المبادرة لتكون الداعم لهذه النوايا وتفعيلاً لها، ولعلّ أهم بنودها كانت في تشكيل الحكومة، ومهمتها رسم السياسة العامة، بإشراف وقيادة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في هذه المرحلة المصيرية، ونبذ الخلافات الداخلية بين الكتل النيابة، والتوجه للإنماء، في كل المحافظات، ولإعادة الأعمار..
وبضرورة انهاء فكرة أضعاف الدولة، بل باستعادة الدولة وكيانها السياسي، والمشروع المالي والإقتصادي الإنقاذي، وليكن التعاون والتفاهم والمصارحة منذ البداية أنّهم يحتاجون أن يكونوا يداً واحدة ضدّ التشرذم والتفكك الذي أتعب الوطن وشعبه..
والمهم إعطاء الثقة للحكومة المنتظرة، وقرار التعاون يكون الأساس لبناء علاقة بين الأطراف اللبنانية كافة، ويعرفون ما يريدون طالما أنّهم يدأبون على إيجاد الحلول، وإن الوعي والاعتراف بالخطأ، والبحث عن الحلول الوطنية هو ما سيحقق الأسس لمشروع بناء الوطن الجديد، والتخلص من فكرة الاستبداد والتعالي والإستكبار والزبائنية، والأنانية..
وإعلان التفاهم، خطوة بخطوة لإنجاح المسيرة الموعودة والمنتظرة من الشعب، وتكون رسالة واضحة لكلّ العالم، اننا قادرون بناء الوطن، والأمل على العقول المنفتحة على الآخر المؤمنة بحقوق الجميع كشركاء تاريخيين بالوطن..
ولعلّ أهمها القوى والمكونات السياسية والاجتماعية والشخصيات المستقلة، دليلاً واضحاً على وحدة الصف والموقف تجاه كل من يحاول ايقاف مسيرة الوطن الجديدة، وكل من يحاول النيل من الثوابت الوطنية وأمن ووحدة وسلامة لبنان وشعبه، وقد وعى الجميع بعد هذا المشروع الإنمائي الإنقاذي، وإلحاح ما من شأنه توحيد الصف ونبذ الخلافات، والذي كان ثماره إعلان موحد للإنقاذ..
وبكل قناعة اليوم أفضل مما مضى، ولنكن في الفترة التالية اكثر تماسكاً، ليس بمنطق القوة والتهديد والتهويل، ولكن باخلاقيات المواطنية الحقيقية، والتغيير، وقيم العدالة والمساواة، وتقبل الٱخر اكثر من اي شيء اخر..
وأخيراً ليس ٱخراً..
ليس من المنطق أن يتم التعاون والتفاهم مع رؤساء الأحزاب لإختيار رئيس للحكومة، ولا يسمح أن يكون الوزير حزبي يجب بحث هذه القضية، لأنهم قلة قليلة من هم ليسوا بحزبيين، أو بعد فترة سينشئ حزب بإسم المستقلين..
ويزداد عدد الأحزاب، ويزداد الوقت بالتشاور..
وكما قال المعلم كمال جنبلاط..
إذا خُيرت بين حزبك وضميرك فاختر ضميرك..
ويدرك القاصي والداني أن الوعي العقلاني ومبادئ إخلاقيات الإنسان والمواطن الصالح، هي أيقونة تماسك، بكافة مكوناتها وأطيافها باعتبارها حجر الزاوية وحائط صد منيع أمام كل من تسول له نفسه المساس بمصالح الوطن..
والمسؤولية المولجة لهم، هي أمانة عندهم، أمام الله وأمام شعب الوطن، وإذا ما نادى عليهم، وقت الشدة والأزمات يستجيبون يدافعون عنه ويزودون عنه بالغالي وكل نفيس..
على أمل أن نقدم خالص التهاني لشعب لبنان بمناسبة إنجاز الملف الحكومي وانطلاق ورشة العمل والإعمار والإنماء المتوازي، ويعم الرخاء والإستقرار لكل الوطن، وتكون رمزاً لوحدته..
وتبقى صلواتنا أن تعود الطمأنينة والأمن والأمان، والحياة لوطن يستحق الحياة..
وأن يحفظ الله شعب لبنان واحباءه بعنايته..
.