عيد ميلاد ” الهانم نازك السحدار.. .

رضا طاهر الفقي
أرأيت يوما المدينه السامرة
العامرة ، أن أردت أن تراها فعليك بالذهاب الي مدينه المحله تلك المدينه المصريه العريقه الصاخبه بالحياه الممزوجه بصوت ماكينات الغزل و طيبه وعراقه أهلها تراهم بسطاء المعشر ، شامخين في مواجهه الحياه ، كرماء زرع طيب وأصل متجذر بأرض الأخلاق أنبتت الكثير من الزهور والعمالقه بجميع المجالات ،، من بينهم زهره بريه تخطف الأنظار بجمالها قويه تستطيع أن تتحمل رياح الحياه العاصفه، ولكنها محتفظه برقتها كندي الصباح ورقتها كالزرع الأخضر ، تحتويك كمدينه تعين سكانها علي النهوض والأستمرار بالسعي متجاهله متصيدي الأخطاء كما يتجاهل الطفل الغرباء ،، وماأجمل ان يمتلك الأنسان قلب نقي كطفل وعقل ناضج حاد الذكاء واحساس لايخيب ، ملامح وجهها متفاعله مع محيطها ، عليه مسحه من الجمال الطبيعي، دون ضجيج اوصخب، جمال يتسلل دائما الي الاخرين يونسهم، ولا يصدمهم عليه دهشه وترقب الانتظار للحظات السعيده هي الاجمل دائما، لأنها اللحظات التي تسبق ميلاد الفرحه، ويالها من لحظات ، علي وجهها سمو يرفعها دائما في تسامح وتقبل الناس والحياه كما هي، عينها عليها دائما آثار كلام تبدو واضحه في النداوه كأنها بقية دمع، عينها ناطقه بالف معني،يجعلك تستمتع بالحديث معها واكتشاف جمال اخر لديها، جمال يخرجك من طمي الدنيا الي طمأ نيتة السماء، وذهبت من جديد الي عالم الذكري والسلوي، تقف أمام ألبوم من صور الذكريات ، الاب الام الاخوه ، مأذئن المحله اللي هي بعدد ايام السنه ، وتقول ان أعظم اختراع هو الكاميرا، لأنها تحبس لنا الزمن وتوقفه بمشاعره واحساسيه، وتاملت معها صورها، فإذا بها تخرج لتوها وكأنها اسطوره من أساطير اغريقيه، مفعمه بالحب،واذا اردت ان تصف جمال هذا الوجهه الذي ظهر من الألبوم، فتظل حائرا محيرا فيه جمال نفريتي وروعة افروديت وبعد نظر زرقاء اليمامه ، ضجيج المدنيه العجفاء ، وصخب حياة الفن والفنانين ، لم يغير من عفوية الوجهه وببساطته ، الوجهه مازال يحمل طبية وبراءة الزمن الجميل ، وقلبها خالي دائما من الشر والغموض تتسم بالبراءه والنقاء، عندها احساس فطري يشهد دائما علي صدق ماتؤمن به ، تجمع بين العقل والقلب، واليقظه والخيال الرحب المسافر حالمه رهيفه، تتنقل من ذكري الي اخري عساها تحفف من احزانها الدائمه، بين واقع مرفوض ترفضه ومفروض تتطلع اليه دائما روحها، البدايات قالت ولدت في بيت الاب كان يدللها ويشجعها علي كل شي تحبه، وأم تتفهم ولاتشتكي، وهي تطالع ألبوم الصور اطلالتها علي عالم الروح عالم الماضي السعيد ، وقالت إنها دائما تهرع الي صورة والدها حينما يداهمها عصرا او احداثا هي ليست منه إلا بالقياس الزمني، فهذا العصر الذي ترفضه فيه انانيته وصراعاته التي تفتقد الي النخوه والشجاعه ، وتؤكد بأنها تتشابك مع أرواح والدتها والدها من خلال ألبوم الصور، وتضيف بان ارواحا تنفذ من الصور تدرك معه بان الروح اذا التقت، بمن يشبهها ترممت وتعافت واكتملت، واذا تحدثت اليك فإن صوتها يسكن ضوراي النفس ويقطع صفير الرياح صوتا يصالحك علي الكون ، العمري تمارس حياتها بطلاقه وسلاسه، وكانها تطبق نصيحة أفلاطون أفلاطون قال اذا اردت ان تعيش حياه سويه، تجنبوا الكلمات المنفوخه، فانها تبعدك عن الحقيقه ، وكانها تقول لنا بان الحقيقه مباشره بالقلوب لا بالكلمات، لما كان عالمها الفن الراقي المهذب للنفوس لا المهيج للغزائر، فكانت تؤديه في أقدام ونشاط، هي أدركت اذا كان المرسل صادقا وصل للمتلقي هذا الصدق، وإيمان بالفكره الرساله لان الحياه فكره ورساله ، وليست اداه يوجهها من شاء الي ماشاء، والحياه الانسانيه القائمه علي الفكره مثمره دائما ، فإذا انطفا نور الفكره لم يبقي للرساله وجود ، وأن الحياه الانسانيه ان يتواري كل مافيها من ضياء فلايبقي من الحياه الا المظهر المادي ، منذ أن ظهرت علي الشاشه فهي الفتاه الوديعه الرقيقه، كانت دائما تضع لكل شخصيه برواز واطار فني خاص، وكونها ورثت والدها الفن التشيكلي، وكان لها مرسمها الخاص ، فكان كل دور لها وكانها لوحه فنيه من رسمها وعليه بصمتها التي لاتتكرر ، ادت الكثير من الادوار ابدعت ابهرت ولكن دورها الخالد في ليالي الحلميه أيقونة الدراما المصريه، كنت اشاهد من قريب قناة ماسبيرو التي أعادت العمل كاملا بكل حلقاته ، كنت أشاهد الحلقات وكأنني اكتشف “صفيه العمري ” في كل مشهد من المشاهد ليالي الحلميه، لنجد انها الاشطر والاجمل اشيك الممثلات المصريات ، اجمل تجسيد لليدي الهانم القادره، وكانت الجدليه في علاقه مابين سليم البدري الباشا، ونازك هانم السلحدار، وكأن لسان حالها الذي كان احيانا كثيره يكسر كبرياء الهانم الليدي، التي لاتريد ان تظهر ضعيفه ، ولكن إذا اضطرتها الحياه ان يري أحدا ضعفها ، فليكن سليم الأمان والركن الشديد ، وكأنها تقول ان العلاقات بين البشر لاتقاس بالحب بقدر من تقاس بالأمان، الحب يتوهج ويخبو احيانا ، اما الامان، فهو شعور دائم متصل ، أن أستأمنك علي عيوبي وزلاتي حتي علي تلك الاشياء التي اخاف اقولها لنفسي ، ألا أشعر انني بحاجه لاختيار عطر أغلى أو اخفي ندبه علي وجنتي فقط لأنني لا اخشي تشوه صورتي امامك ، علي بعد أيام قليله تطل علينا ذكري ميلاد الهانم التي والدت فيها كل ثراء الروح والقيمه، لم تمثل صفيه العمري دور الهانم، ولكنها كانت تقر الهانم القابعه في حنايا روحها ..