The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

باجرانجي بهايجان .. الطيبون زينة الحياة

رؤية من مقاعد الجماهير ( بوليوود ) – علا سمير :
كلما مرت السنوات على العطر الثمين كلما ارتقت رائحته ، كلما مرت السنوات على الماس الأصيل كلما عَلَت قيمته ، وهكذا يحدث لتحفة السينما الهندية ” بجرانجي بهايجان” .

الفيلم الذي أجبر نجاحه النقاد أن تتحد على روعته ولم يعد إليهم سبيل لكتابة شئ سلبي حتى ولو من باب اثبات الاحترافية !!!

الفيلم الذي بسببه بدأ يحب الكثير من جمهور هوليوود والسينما العربية السينما الهندية وكان البداية الحقيقة لتغيير فكرتهم الخاطئة .

الفيلم الذي قرأت عنه مقالات مدح لصحفيين عرب ومصريين كانوا يستهزأون بالسينما الهندية .

الفيلم الذي ابكى من كان يطلق النكات على من يبكى أمام فيلم هندي !

الفيلم الذي أعاد دموع العجائز أمام فيلم هندي وعاد بهم لاجمل أيام حياتهم وذكرياتهم مع السينما الهندية الكلاسيكية فصاروا يُدونون موعد عرضه كلما أعلن عنه التليفزيون .

واذا كان رأي أن ( سلطان ) كلاسيكية في زمن آخر ، فإن ( بجرانچي بهايجان) كلاسيكية في الزمن الحالي ، الفيلم الخالد الذي يزداد نجاحه وبريقه مع الايام ولم يتوقف عند شباك التذاكر في عام عرضه ، للنجم الهندي الوحيد الذي مازالت تجتمع الأسرة امام أفلامه .

بجرانجي كان باكورة إنتاج شركة ” سلمان خان ” وثاني عمل له مع المخرج المتميز جدا ” كبير خان ” بعد فيلم ( كان هناك نمر _ أو تايجر الجزء الاول )

القصة : فيجيندرا بارساد

التصوير : أسيم ميشرا

الموسيقى التصويرية والألحان : بريتام

السيناريو : فيجيندرا بارساد \ كبير خان \ بارفيز شيخ \ اسعد حسين

الحوار : كوثر منير \ كبير خان

وشارك سلمان خان البطولة : طفلة اسمها “هارشالي مالهواترا” في أول ظهور لها على الشاشة \ نواز الدين صديقي \ كارينا كابور \ اووم بوري \ ميهير فيج .

**بجرانچي بهايجان كلمتان تنطقان معا و لهما معنى واحد في الهند ، بجرانجي الجسم القوي ، و بهايجان تحمل معاني الاخوة والاحترام والتقدير ، من التركيبة المبدأية لا يمكن لي أن أتخيل ممثل اخر غير رجل الشعب وصاحب القلب الذهبي في دور الطيب القوي ( باوان ) . ولقد كان أداءه كعادته بشكل طبيعي يدخل القلوب بمنتهى السرعة لاجد نفسي في ثواني ومن المشاهد الاولى داخل الأحداث في عالم هذا الشخص لا يفصلني عنه لا أداء مبالغ ولا أداء بارد بحجة أنه شخص عادي جدا لا توجد إثارة في تركيبة شخصيته أو حياته . فاضحكني وابكاني وصدقته وتعاطفت معه و احببته .

** القصة أول أسباب الإنجذاب للفيلم ، القصة التي جاءت تحمل قضية الجرح الذي لا يندمل في الارض الام التي انقسمت وتفرقت ، ولقد تناولتها أعمال من قبل بجرانجي وسلمان خان و كبير خان تعرضا لها في( تايجر ) لكنها لم تأخذ هذا الشكل الإنساني المؤثر ولم تُقدم بهذه التفاصيل وهذا العُمق .

** ثم الفكرة التي شَعُرت بها طوال الأحداث وهي أن دائماً يُصنف قرار الطيب على أنه ساذج .. لكنه احياناً .. لمن يتدبر الأمور .. قرار لا يقوى شخص عادي على إتخاذه ، لأن في الغالب من شانه أن يَضمِد  جروح الحياة فيزينها بطريقة مثالية تظهر للإنسان جمالها الحقيقي كما خلقها الله وليس الجمال الزائف الذي خلقته الحروب والمصالح ، ويالها من مهمة شاقة جداً ، لا يقوى المواكبون لتعرجات المصالح على القيام بها أو حتى التفكير فيها .
** فشاهدة طفلة باكستانية قروية صماء لكنها تسمع ، قررت أمها قرار طيب ، الدخول مدينة دلهي بالهند لكي تذهب بإبنتها إلى ( أولياء رمضان زهري ) حيث يقال أن هناك شفاء إبنتها بإذن الله ، وهي تعلم أن الدخول إلى امريكا أسهل من الدخول إلى الهند.

 ” منذ ألتقينا ” الأغنية البديعة التي سارت بها الأحداث :
ضلت الطفلة عن امها في بداية الرحلة ، ووجدت نفسها بالخطأ في عربة قطار محملة متجهة إلى دلهي ، أسكت النوم صراخها المكتوم ، بينما لم تستجب قوانين الحدود لصرخات أمها المدوية وحالت بينها وبين اللحاق بإبنتها .
وهكذا اصبحت الطفلة الصماء ذات الست سنوات وحيدة في بلد المفترض أنه شقيق لكنه يعتبرها ألد الأعداء .

منذ ان ألتقينا أشعر بأني قادر :
تلتقي بطفل مثلها ، لكن في جسد رجل ، ينتمى إلى  ديانة أخرى ، بريء جدا ، طيب ، خدوم ، أمين ، لا يكذب أبداً ، تلقائي وصريح ، رغم فشله في حياته العلمية والعملية ، مثلها لا يفهم مفردات الكراهية والحروب والصراعات ، أبسط الأشياء تسعده ، وما يمر مرور الكرام على من حوله قد يجعله يبكي .
تركيبة جعلت من الطبيعي إنجذاب الطفلة نحوه والتمسك بمرافقته ، فلم يكن أمام ( باوان ) إلا ان يتخذ قرار طيب بأن يعيدها إلى بلدها ، وهو يعلم أن الدخول إلى أمريكا أسهل من الدخول إلى باكستان .


لإنني قلبٌ وأنتي نبضه :      
ولكنرغم هذا الجمال وقع المؤلف (فيجايندرا براساد  ) في بعض الأخطاء لكن أداء سلمان خان وإخراج كبير خان جعلاها تمر دون ان تحدث نشاز في تلك السيمفونية الجميلة .
مثل أن يتنكر رجل بجسد مثل جسد سلمان خان في زي منتقبة ويسير وسط الناس دون أن يشك أحد أنه رجل ، أو ان يلين قلب الضابط الباكستاني الذي اعتقل ( باوان ) وقام بتعذيبه بهذه السرعة والسهولة بل وينضم لمناصريه .

من السهل نشر الكره ، أما الحب فنشره يلزم شق الصخر :
جملة من هذا الحوار الراقي لكل من ( كوثر منير وكبير خان )  لخصت فكرة ان الطيبون ليسوا سُذج ، هم زينة الحياة ، جاءت على لسان المتميز ( نواز الدين صديقي ) الصحفي ال( الأندرجراوند ) الذي إنضم لفرقة القرارات الساذجة ، مقرراً أن يكون هو صوت شاهدة وباوان ، وهو يعلم ان إنقاذ ( باوان ) من السلطات الباكستانية أسهل من أن يلتفت رئيس تحرير صحيفة أو قناة تليفزيونية معروفة لما يقول .

الطفلة ( هارشلي مالهورترا ) هي بكل المقاييس معجزة فنية حظيت بها بوليوود ، وخلقت برائتها وخفة ظلها كيمياء فريدة مع الفريد سلمان خان ، أبكتنا جميعاً في أخر مشهد في الفيلم وهي تحاول ان تنطق اسمه بصعوبة .

 

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.