The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

فنزويلا في مواجهة الغطرسة الأمريكية

من الكاريبي إلى فلسطين… معركة الحرية واحدة في وجه الغطرسة الأميركية.

بقلم: يوسف علاري – مخرج سينمائي فلسطيني

مواجهة في الكاريبي

في زمنٍ انْحَنَى فيه كثير من قادة العالم أمام جبروت الإمبراطورية الأميركية، اختار نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا البوليفارية، أن يقف في مواجهة العاصفة. وأمام وسائل الإعلام العالمية، قدّم قراءة واضحة للصراع الدائر في بحر الكاريبي، حيث تدفع واشنطن بسفنها الحربية وصواريخها النووية في استعراضٍ فجٍّ للقوة، محاولةً إخضاع بلدٍ حرٍّ كفنزويلا.

غير أن مادورو أكد بثقة أن زمن الاستعمار لن يعود، وأن شعبًا صاغ تاريخه بالدم والمقاومة لن يركع، لأن الذاكرة الوطنية لشعوب أميركا اللاتينية ما زالت تنبض بروح سيمون بوليفار، الذي حلم بالقارة موحدة وحرة.

أميركا… الوجه الاستعماري المتجدد

منذ إبادتها للشعوب الأصلية في أراضيها، ومرورًا باستخدام القنبلة النووية في اليابان، وحروبها في فيتنام وأفغانستان والعراق والصومال وليبيا وبنما، لم تكف الولايات المتحدة عن تغذية نزعتها الوحشية التوسعية. فهي دولة قامت على الدماء والنهب، وما زالت تسعى لفرض وصايتها على العالم تحت شعارات مضللة مثل “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان”.

واليوم، تستكمل واشنطن هذا النهج بالدعم المفضوح للكيان الصهيوني في فلسطين، حيث تمنحه المال والسلاح والغطاء السياسي لارتكاب المجازر بلا رادع. إنها السياسة نفسها التي ترى في الدماء وسيلة لإدامة السيطرة، وفي القمع أداة لإخضاع الشعوب.

وحدة المعركة

ما تواجهه فنزويلا اليوم ليس مجرد أزمة محلية، بل جزء من معركةٍ أوسع بين الشعوب الساعية إلى الحرية والإمبراطوريات الساعية إلى السيطرة. فالمشهد ذاته نراه في غزة والقدس وبغداد وصنعاء وطهران، كما عرفناه في بوليفيا وكوبا والإكوادور ونيكاراغوا. كل هذه التجارب تشترك في العناوين ذاتها: حصار، عقوبات، تشويه إعلامي وضغوط لا تهدف إلا إلى كسر الإرادة الوطنية.
إن التضامن مع فنزويلا ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل هو امتداد طبيعي للتضامن مع فلسطين وسائر القضايا العادلة. فكل محاولة لصمود شعب في وجه الضغوط الأميركية، هي في جوهرها دفاع عن مبدأ السيادة وحق الأمم في تقرير مصيرها بعيدًا عن إملاءات القوة.

ختامًا
فنزويلا، كما فلسطين وسائر الأوطان الحرة، تذكّر العالم بأن الحرية ليست منحة من قوة متسلطة، بل قدر تصنعه الشعوب بوعيها وإرادتها. فالتاريخ لا يرحم الطغاة، ويلقي بالمنحنيين إلى سلة المهملات، بينما يحفظ للأحرار بصمتهم الخالدة في وجه العاصفة، ليظلوا شاهدين على أن الإرادة الشعبية أقوى من المدافع والبوارج.

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.