كأس أمم إفريقيا .. الجولة الأولى تضع النقاط على بداية الطريق

  • بتاريخ : 25 ديسمبر، 2025 - 10:43 صباحًا
  • الزيارات : 51
  •  

    بقلم: سيف معتز محي

     

    مع ختام منافسات الجولة الأولى من بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة على الأراضي المغربية، بدأت الصورة تتضح نسبيًا حول ملامح المنافسة، في جولة يمكن وصفها بـ«جولة جسّ النبض»، لكنها حملت بين دقائقها الكثير من الرسائل الفنية والبدنية والتكتيكية.

    نتائج متقاربة وصراع مفتوح

    أبرز ما يميّز الجولة الأولى هو تقارب المستويات بشكل لافت، حيث حُسمت معظم المباريات بفوارق ضئيلة، فيما انتهت مواجهات أخرى بالتعادل، ما يعكس حجم الندية والتوازن بين المنتخبات. لم يكن هناك تفوق مطلق، بل مباريات لعبت على تفاصيل صغيرة، مثل الكرات الثابتة أو الهجمات المرتدة السريعة.

    حذر تكتيكي وبداية محسوبة

    غلب الطابع الحذر على أداء أغلب المنتخبات، خاصة في الشوط الأول من المباريات، حيث فضّل المدربون تأمين الدفاع وعدم المجازفة المبكرة. الاعتماد على الكثافة في وسط الملعب كان السمة الأبرز، مع محاولة السيطرة على الإيقاع قبل الانطلاق هجوميًا في الشوط الثاني.

    بروز النجوم وصناعة الفارق

    شهدت الجولة الأولى بروز عدد من الأسماء اللامعة، سواء من أصحاب الخبرة أو الوجوه الشابة. لاعبون صنعوا الفارق بلمسة واحدة، وآخرون أثبتوا أن البطولة ستكون بوابة حقيقية لانتقالهم نحو أضواء أكبر.

    الأداء الفردي كان حاضرًا بقوة، لكنه ظل مرتبطًا بالمنظومة الجماعية.

    المنتخب المغربي… انطلاقة بثقة

    أسود الأطلس استهلوا البطولة بأداء متوازن، جمع بين الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية، وسط دعم جماهيري كبير صنع الفارق. الفوز في الجولة الأولى منح المنتخب دفعة معنوية مهمة، لكنه في الوقت نفسه وضعه تحت ضغط الحفاظ على المستوى في الجولات المقبلة.

    كبار القارة بين الإقناع والبحث عن التوازن

    منتخبات مثل السنغال ونيجيريا والجزائر أظهرت شخصية قوية، لكنها لم تصل بعد إلى أعلى درجات الإقناع، ما يفتح باب التطوير خلال الجولات القادمة. في المقابل، وجدت بعض المنتخبات نفسها مطالبة بمراجعة حساباتها بعد بدايات متعثرة قد تعقّد طريق التأهل.

    تحكيم وبدنية عالية

    الشق البدني كان حاضرًا بقوة، حيث بدت المباريات سريعة الإيقاع ومليئة بالالتحامات. التحكيم لعب دورًا مهمًا في ضبط النسق، مع تطبيق صارم للقوانين، خاصة فيما يتعلق بالخشونة وإضاعة الوقت.

    ما بعد انتهاء الجولة الأولى لا يعني شيئًا حاسمًا، لكنه رسم خطوطًا أولية لخريطة المنافسة. المنتخبات الفائزة تبحث عن تأكيد، والمتعثرة تسابق الزمن للتعويض، والجماهير تترقب جولة ثانية قد تكون أكثر جرأة وأقل حسابات.

    في كأس أمم إفريقيا، البداية لا تمنح اللقب، لكنها قد ترسم طريقه.

    إنها إفريقيا حين تنبض الكرة… بطولة لا تعترف بالتوقعات، وتمنح المجد لمن يقاتل حتى اللحظة الأخيرة.