رجل الثقافة وإتساع مفاهيم النجاح برؤية سعودية عالمية

  • بتاريخ : 21 ديسمبر، 2025 - 6:17 مساءً
  • الزيارات : 54
  • الهفوف اليقظة ثقافيًا
    د.عبدالله عيسى البطيّان

    عجبًا حين يقول الشخص عن نفسه: إنها لمغامرة أن تكون مثقفًا.

    وكأن الثقافة خيار يقودنا لما تبتغيه حياة العابر على طريق الثقافة، وسلالم الصعود يقصد لها لا أن تكون خيارًا بل هي ضرورة ملحة كما يحدث مع الأحسائيين عينًا ليس فقط في هذا الزمن بل إنه الأثر عبر أطوار التاريخ.

    الأحسائي مثالًا اتخذته اليونسكو معيارًا ودليلًا بل فتحًا ثقافيًا عبر بوابتها الإعلامية حينما صدروا مصطلح (الأحساء مشهد ثقافي متطور)، (الأحساء مشهد ثقافي متجدد) هل هذه حالة شهدها العالم بسبب ما أخرجه أبو المصطلحات: المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب حينما أطلق هاشتاق #الأحساء_لاتتثاءب؟

    فعليًا ما قدمته البيئة والإنسان في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية وموطن حوض الخليج واسع الأثر وبالغ أيضًا بما يجعل المنظمات الدولية ومعاني الوصول المعرفي الإنساني في أصقاع الكرة الأرضية والباحثون يستطيعون الاستدلال بالقرينة لما قدمه الإنسان من هذه الناحية من العالم منذ نزول أبانا آدم وأمنا حواء ويستدل كذلك من الذكر الحكيم والأحاديث النبوية جيل بعد جيل ورسالة سماوية بعد أخرى ومنها لما نعيشه من واقع هذا الوقت ونحن مقبلون على 2026م وصولًا لعام 2030م.

    هل كفاءة الإنسان (الحساوي) فطرية المنشأ، أم انعكاس الطينة وأثر عطر الطبينة، وسمات صناعنه وما قدمه حتى تعلن جنيست تارة عن أكبر واحة نخيل من صنع الإنسان في العالم، وكذلك إنطلاق خبر توثيق الأحساء مهد النخلة في العالم من خلال اليونسكو، ولم يقفوا فقط على آثار وانعكاس الإنسان والبيئة وتطويعها لضرورة حياة الناس الملحة من أدب وثقافة.

    من مر وشاهد أو عاشر أو اطلع أو تابع بصدق يجد فينا نقاء محسوس ملموس صدق فيها م. عبدالله الشايب حين قال: التفكير المتقدم خير من النقاش المتأخر، وجودة ما يقدمه إنسان هذه الأرض لاتدعه إلا أن يكون صاحب حس وذوق وأدب وثقافة وفكر وسلم أهلي وتعايش وإبداع يتجاوز التراث المادي ويوثق التراث غير المادي وتحت أنظار العالم بسم المملكة العربية السعودية مع كل عام ثقافي جديد تجد للأحساء أس ثقافي أصيل منذ القدم انطلاقًا من تداول الثقافة التي قدمها الكنعانيين والسومريين والبابليين والفينقيين قبلها اعتباراً من فجر التاريخ الصادق الذي بادر العالم وقدم خبراته وجزء من معطيات القدرة في التعامل مع البيئة والإنسان.

    لا خيار للإنسان كي يعيش إلا أن يكون مثقف وله باب من أبواب الذكاء العاطفي والاجتماعي لتحديد مساحة العمل والوعي بها مع من يكون أخانا في الإنسانية بوجود أخلاق عالية وإنسانية سامية ونفوذ طبيعي غير مصطنع يقود للإتقان وهذا ما قادني يومًا لأن أقدم للعالم كتابي (الأحسائيون رسل الجمال في الأرض) والذي أصدرته أخيرًا في 2019م بعد صراع مع الكثير مع الجهات والشخصيات والدوائر التي تقودنا لأن لانكون على طبيعتنا حتى يتم سحب إبداع ما تحت زاوية لا نعلم عنها لكن الحال يقول أن الإبداع يعرف أهله ويظهر ذلك ولو بعد حين.

    من الصعب استيعاب عدد الإصدارات اليومية والاسبوعية والشهرية للمؤلفين والباحثين والمحققين والكتاب الأحسائين في شتى مجالات الكتابة إثباتًا لمكانتهم، ومن الذكر سبيلاً قدرة السباحة في تعداد عدد المجالس والمناديات والملتقيات والأندية الأدبية والثقافية وأندية القراء وإحصائها لنرى مجال رؤية ذات أفق أعلى من مصادرها سواء من خلال الهيئة العامة لتنظيم الإعلام الجهة الرسمية السعودية لفسح الكتب، وكذلك مكتبة الملك فهد الوطنية الجهة المسؤولة عن إيداع الكتب النظامية، وجمعية أندية الهواة في تعداد الأندية الخاصة بالهواة، وكذلك الجمعيات الأدبية والثقافية ذات العمق والأثر أيضًا.

    أيعقل أحسائي لايستدل به على طواعية الثقافة وسلوك الأدب عنده كأسلوب حياة؟ وإيقاع اللحظة يتناغم مع كمال الفكرة وعمومها تجاه ما قيل عن مغامرة أن تكون مثقف، والأعجب حين تقول عن نفسك مشيرًا لتجربتك والقبول يجاري الخبرة والتجربة والوجود الفعلي المتواضع في حياة الإنسان لا على اعتبار الإثبات بل على اعتبار طبيعة وأثر المشهد.

    حين أنتبه للمقولة: أجد أحقية وصف تجربة غمرة الحدث الثقافي، أو الخوض في غمار التجربة الثقافية، خيار طوعي للكثير من مبدعي العالم، حيث يكون قرارًا باتخاذه سبيل الثقافة ويغامر في دهاليزها ويجوب عقول الناس الذين قدموا آرائهم وخلاصة توجهاتهم والغوص في غمرة أثر الفعل الثقافي لأن لديه حق التوقف أو العزلة عن هذا السياق لكنه يعيش العمل الثقافي ويستشعر النضج المعرفي.

    هذه الانتباهة وضعت جزء من تجربتي حين تم اختياري في إقامة الكتاب في الكيب تاون بجنوب إفريقيا حيث كان معتزلي في قرية ريبيك كاستيل تجربة طواعية فرغتني لها الدولة حفظها الله لأقدم مشروعي الذي تم الموافقة عليه مقدمًا حيث كنت أقدم رؤية سعودية في السياحة الثقافية عالميًا، إذ مسكت الكرة الأرضية وقولبتها لأختار ثلاثون نصًا سرديًا يمثل كل قارة من قارات العالم حالة اختارت أن تضع نفسها بدل خيار الانكسار والضعف وهالة الألم الذي مرت بها إلى حالة وقرار علو ورفعة وسمو إنساني يسجله التاريخ حيث اتخذت من أدب الشاهد مقام الثقافة السعودية لنداول ونصدر ثقافتنا برؤيتنا الإنسانية العالمية.

    التجربة امتداد حصولي على الماجستير المهني للطب النفسي المتقدم والإرشاد الأسري عام 2020م وأثر ذلك يتكون في توفير نظرة الحياة الأخرى من الوجع والانكسار والضعف النفسي لصورة إيجابية يشهدها الفئة المستهدفة من القراء لهذا الكتاب ولم أمانع بأن أكون البطل في النص الثلاثون من الكتاب ممثلًا وطني المملكة العربية السعودية.

    التجربة تعطي فكرة مثل ما قال الحساوي والحساوي صادق ومعروف أن الحساوية يغزلون الهوا حيث قال: البشت مسوبع وآنه اللي خبنته، هنا كرجل ثقافة نتيح مساحة للتعابير الشفهية من مقاصدها لأننا نقبل الأشخاص كبشر قبل أن نقبل ما يصدر عنها، لذلك نتفاهم على النجاح لاتساع رقعته لا لإحتكاره وهذا ما جعلنا نقوم بالإعمار في الأرض بكل تواضع وأخلاق وبلا منة.

    تجربتي في غوادالاخارا في المكسيك حين مثلت وطني وكيلًا أدبيًا 2024، وكذلك في مارسيليا حين أقدمت بإحياء اليوم العالمي للغة العربية مع دار الأمير الفرنسية وأمسيتي الشعرية هناك في ذات العام، وقبلها مشاركتي في المعرض السعودي الفرنسي في باريس 2023، وفي معرض بكين 2022، اعطت سمة الانتباه حتى في معرض الرباط في يناير 2024م تضع النصاب في ريبيك كاستيل 2025- 2026م حين قمت بإعداد كتابي “عشرون يومًا في كيب تاون جنوب إفريقيا” في أدب الرحلات، بعد إتمام كتاب “على حافة النهر صعودًا” في أدب الشاهد، وخوض ضمار كتابي “كيف تقرأ الناس كالكتاب” في الذكاء العاطفي، تتيح لي فرصة جديرة بالاهتمام للوقوف على محصلة سعودي استثمر طاقته البشرية لخدمة المشهد السعودي العربي ابتداء من مدرسة النورس الثقافية 2007م وحتى مشهد الفكر الأحسائي 2013م إلى هذه اللحظة كمستشار وخبير ثقافي وحافظ للتراث الثقافي غير المادي حسب إصداري الأخير سلسلة الثقافة الشعبية غير المادية بالأحساء 2025م.

    رجل الثقافة هو المصطلح الوحيد العابر للوجدان والقابض على لحظة الإدراك والوعي حين اطلقت هذا المصطلح ليصف لغة المشاعر الإنسانية الصادقة بتواضعها لخدمة الإنسان أينما كان في كل زمان ومكان برؤية عالمية سعودية مليئة بالتجارب الإيجابية لتكوين جيل شاع بين يديه نموذج يحمل مضمون البيان والوضوح في مفاهيمه وأبجدياته مع البشرية جمعاء.