The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

إقبالك مفتاح قبولك

الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

إقبالك مفتاح قبولك
إقبالك مفتاح قبولك

إن المشاعر الفياضه التي تحكي عن نفسها و تزين ورود القلوب باجمل الابتسامات هي حتما تلقي بظلالها على النفوس الطيبة حتى و لو كانت متألمة كي تنعم بالسلام.


فالتبسم كائن حي يداوي جراح القلوب و يغيث الملهوف و يعالج المرضى و هو ايقونة سلام و هو صدقة جارية لمن جعل منه اريجا و عبيرا يفوح للجميع ، و هو الدفء المنبعث من الجنان الى الجنان فهو كفيل أن يشفي أوجاعنا وجروحنا جميعها بالصحبة الصالحة و هو مفتاح العمران الأخوي .


فلولا إخوة يتخيرون أطايب الكلام كما يتخيرون أطايب الثمر لما أحببت البقاء في الدنيا ، ولولا صحبة الأخيار ومناجاة الحق تعالى بالأسحار ما أحببت البقاء في هذه الدار ، و من أراد أن يعطى الدرجة العليا يوم القيامة فليصاحب في الله ، و ليحب في الله و يكرم في الله.


و لنهنأ ببعضنا البعض و لنفرح بالمحبةً و الصداقة و الأخوةً في الله و لنسعد بدوام تواصلنا ومحبتنا في الله . فالأخوة والصداقة غيوم نستظل بها فتنزل غيثا صيبا على القلوب المحبة مع من أحببتهم حتى تصل أعتاب الجنان
و لتعلم أن التبسم مفتاح القلوب الى الكلمة الطيبة ، فبها تطيب الخواطر ، و تضمد الجراح ، و تزهر المحبة و بها يرتفع قدر الإنسان بالنفس بقدر ما يوضع في القلب من لطف و قبول ، فتجري أسرار المكنون في كينونة الوجود و تتجلى اللطائف الربانية في الذات البشرية ، ثم يصير سمعه الذي يسمع به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها ،


و غالبآ ما يأتي الفرح من الله بعطائه في لحظة ذبول و ابتلاء ، و قمة انكسار و يكون السمو لدرجة السلام الداخلي ، وقد يبلغ الابتلاء من كل مخلوقٍ غايته ، و لكن لا ينقطع حبل الرجاء من الله.


نعم ذاك هو التحلي و التجلي الذي يأتي في لحظةٍ يجعل العيون لا تملك دموعها فرحًا ، و يكاد الفؤاد أن يطير من مكانه استبشارآ بما حباه الله من محبة و قبول و اقبال ، ثم يأتي تمام رضى المولى سبحانه بحسن الرضى ” و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه و ما كنت كارها شيئا لعبدي المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته “.


إن الاعتناء بالنفس طريق الصلاح ، كما أن التفريط فيها استعباد و مذلة تجعلك تنحني لغير مولاك ، ولتعِيش هادئاً و مسالما كن كخامة الزرع ً ، فلا تكن رطبا فتعصر و لا تكُن صلبا عنيدا فتكسر ً ، و لنمض في طريقنا نحو الخلاص دون خوف أو وجل و لنجعل الافتقار عباءتنا و الاستغفار رداءنا ، و لنصغيِ لجميع المخلوقات ، فحتما هناك سمفونية تعزف و انسجام يطرب ، فافعل ما تعتقده أنه الأفضل فمهما كنت لله كان المولى لك ، و لا تلتفت إلى الوراء فالالتفات افلات و ضياع في فلات ، و تجنب سفاسف الأمور فالسالكون متطلعون للمعالي لا الى ما هو بالي ، و التفكير فيما يقال وراء الحجب لا يدركه المحجوب ، و الحنين إلى الماضي ينهك الجنوب ، و تؤثر في سرعة السلوك الى المحبوب ، و تستنزف قلب المحب و عقله فتتيه الروح ، فلا تلتفت لأن أمامك أهداف عظمى لا يسعها الانتظار ، و لا يكفي أن تكون على قيد الحياة بل يجب أن تكون أيضا على قيد الأمل ، و على قيد السلوك ، ثم على قيد المقام الذي تريد ان تقيم فيه ، فعلى قيد التطلع الى النضارة و النظر الى وجه الحبيب ، فعلى قيد أن الله إذا أحب عبدا جعل له القبول في الأرض ، و كن على يقين أن هذا العطاء الجميل سيحصل لك يوما مـا.

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.