الإنسانية و أزمة كوفيد 19
كتب حبيب أسكوي

لا أعتقد أنه من باب الذكاء اليوم،الدخول في صرعات و موجهات،و كل الأمور التي تستنزف الجهد،و الطاقة العملية،و الطاقة المعرفية،والطاقة العلمية.
إن هذه الطاقات التي يتم إهضارها بهذا الشكل،من أجل التعبير عن العنف،و ثقافة التبدير المعرفي،و التبدير العلمي.
و هذا النوع من الصراع كان بالإمكان الإستغناء عنه،و غض الطرف عنه، و بالخصوص في هذه الظروف الصعبة و الحرجة على الجميع.
إن العالم اليوم في معركة،و الكل مجند لمواجهة الحرب الوبائية – أي العالم بكامله يقف في صف واحد – ضد الجائحة كورونا فيروس كوفيد19.في حين هناك من يستغل هذه الظرفية العصيبة من أجل السخرية،من أجل المحاسبة،من أجل تحميل المسؤولية للآخرين و القول أنهم هم السبب في الوضع الحالي،من أجل تصفية الحسابات الإديولوجية،من أجل البحث عن أخطاء الآخرين و إسقاط اللوم عليهم…إلخ.و بناء عليه،كان لابد لنا من التذكير: أين هي الإنسانية ؟! أين هي روح المبادئ الخلاقة بين الأفراد و بالضبط عند المثقف ؟! إذ لم نعبر عن الإنسانية في ظل هذه الظروف،فالأفضل لنا أن لانتحدث عنها بعد مرور هذه الأزمة الحقيقية.
و لهذا فإن الإنسانية ليست شعار أو خطابات بل هي سلوك يومي فيه نوع من الإحترام و الإعتراف بالآخر مهما كان،الإنسانية هي تقدير الظرفية و الظروف الحرجة،و تأجيل الخلافات غير المجدية في أي شيء،الإنسانية هي جعل الشخص مركز و محور القضية من أجل مساعدته و مد يد العون إليه و النظر إليه كأنه فاعل بدوره له القدرة على رفع التحدي و البناء و ليس السعي نحو إحتقاره و الهجوم عليه لأنه في يوم من الأيام إرتكب خطأ و كان هناك سوء التقدير.
إن الإنسانية هي أن نقف جنبا إلى جنب في الظروف الصعبة و ليس البحث عن الأخطاء من أجل التلذذ بها في الظرفية العصيبة،الإنسانية هي مدرسة نتعلم و نستفيد من دروسها اليومية،من أجل الإرتقاء بالذات إلى مستويات أفضل بهدف الحفاظ على مكانة: الفرد/الشخص/الذات،داخل المجتمع،أي ذلك الحفاظ الذي يضمن الإستمرارية و الإسقرار و التوازن بين مختلف مكونات البنى النفسية و الإجتماعية للمجتمع ككل.
- حبيب أسكوي :مستشار نفسي و أسري و وسيط إجتماعي،حاصل على شهادة الكفاءة المهنية من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الأطر.و باحث في العلوم الإجتماعية و الثقافية،خريج جامعة القاضي مراكش في علم الإجتماع.