الحراني الحائر بين ماجده الصباحي ومصطفي محمود

رضا طاهر الفقي
منذ ان عرفت الحراني وهو تواق للابداع والتميز وان ابداعاته التي تتوالي بكرا من حين الي اخر شاهده با ن الحراني يصنع لنا ذاكره جديده ولكني توفقت كثيرا امام اثين وقف بينهم الحراني حائرا ومحيرا هما فنانه القصر ماجده الصباحي التي رسمها صوره راقيه لقد احبها عشق فيها زهد الغني وثراء البساطه والعطاء المتواصل عندها كبرياء القصر دون كبره رسمت ريشته المبدعه امراه تبدو في عفة السيده مريم وجمال نفريتتي وروعة افردويت وبعد نظر زرقاء اليمامه لقد التهمت مذاكرتها التي رسمت لنا سيره وطن وسيره مواطنه اخلصت للوطن جسدت كل قضاياه ونقضت كل عيوبه بعين الناقد الناقد الشافق الا عين الناقد الناقم اما علي صعيدها الشخصي فقد ابدع الحراني هو انه عرض فنانه القصر التي لم تقتل فيها الحضاره مظاهر البراءه الفجه ولا الطهاره الساذجه فهي كانت تلمس الورد اليانع دون ان تمس الشوك الرانع وتتذوق حلوه الحياه دون ان تعترض لنارها منذ ا نقرات لها والدتها الفنجان وقالت لها انكي سوف تكوني رمزا من رموز الحياه وتحققت النبوءه وكان الفنجان كان يحمل خبايا مسير ومصير فنانه القصر ومن يومها بدات تحلم بقوه في الانتشار والنجوميه لم يستطع ان يخدعها الحلم لانه لم يعمق فيها وهم الذاتيه والانانيه فنحن نصنع احلامنا وتصنعنا احلامنا وكان الحلم عندها عملا ابتكارتا متمردا علي الذاكره المخبوء فيها قهر وكبت اسره محافظه التي تستعيد الصحو فيما يبدو لايبتكرها يعود فيرتبط بالذاكره ارتباطا وثيقا من جهتين الجهه الاولي ان الخيال نفسه يولد من خبرات حصلها الوعي ورتبها في الذاكره فالخبرات التي تنطوي عليها الذاكره تصنع اسسا للخيال وتصنع له دوافع يستجيب لها الخيال بما يبتكره من صور قد تكون من القوه بدرجه يتلقاها الوعي تلقيه للمشاهدات المباشره في واقع الحياه والجهه الاخري ماهي ان الصور التي يصنعها الخيال لاتنطفي بسرعه ولاتتلاشي كل التلاشي ولكن الذاكره تخنزنها بقدر تاثيرها علي صاحبها حتي تنشط فتوثر علي صور مبتكره جديده يبتكرها الخيال ايضا فتكون سلاسل من الصور تولف فيما بينها ذاكره خاصه بالخيال وتستطيع ذاكرة الخيال ان تقتحم ذاكرة الواقع فتعيد انشاءها وتشكلها علي نحو ابداعي جديد قدمت لنا في مذكرات الصباحي سيده خياليه واو سيده الخيال الحالم المنطلق في الافاق تواقا حالما وعلي الجانب الاخر غاص الحراني مع المتفرد في السمات والصفات وصاحب اثري تجربه فكريه في عصرنا الحديث انه مصطفي محمود الذي اعتمد قانون السببيه عند ارسطو فوجد علي حد تعبيره ان نهايه العقل عقال متاثرا بالتراث الصوفي في ذلك قلت ذات يوم للحراني انا طرقت باب مصطفي محمود ولكنه فتح ل كانت فخلاصه تجربه الرجل كما عرضها الحراني بابداع ان الرجل اراد ان ان ننظر الي الفضاء الارحب والرحاب الابهي هو يريد لنا ان نري ابعد من اقدامنا وابعد من غرف نومنا وغرفه الطعام وتلك الانانييه التي تغلق علينا باب الارتقاء الي فوق عند الرحاب الابهي وسجن الاليه الذي يدور في دائره مفرغه من الحقد والحسد والغيره واللذه العاجله والمصلحه المضونه هو اراد تلك اللحظات من الصحو والانتباه والروي الطاهره التي تفقز بيناعبر اسوار المالوف والمعتاد وتكشف لنا صورا اخري منوجوه الحقيقه الالم والامراض المكتثره عليه جعلته يري الله لاننا في ساعات من الالم نستطيع ان نري الله كما قال ايوب عندما اشتدت عليه الاسقام والاوجاع مخاطبا الله الان استطيع ان اراك ان مصطفي محمود من القلائل الذين انتصروا علي انفسهم وهو الانتصار الوحيد الذي يدوم علي حد تعبير نابليون ان الانتصارات الوحيده التي تدوم هي انتصارانا علي انفسنا ربما ان الاماني التي نشدها اوقع علي النفس من الخوف علي الحقائق الواقعه ذلك ردد مصطفي محمود ماردده دواد عليه السلام ربي كيف اصل اليك قال له اترك نفسك وتعال لم يعد محمود يردد مجددا اراني الله لانه راه ومن بعدها بعد ان اطمن قلبه اصبح ينشد الحريه قائلا بانه لا اي لذ هاو مقابل مادي فوري او حسي يساوي عقلا طليقا وخيالا محلقا وفوادا مرفرفا وجدانا طائرا او فكرا مهاجرا واقداما ساعيه لاتحد حركتها حدود لاشي في الدنيا يساوي الحري هان تقول كلمة الحق وتلزم بها نفسك ثم تعبر بحار الارض كل بحار الارض فلن تغرق ثم نيران الارض كل نيران الارض فلن تحرق لانك عصمت نفسك ودخلت في معين الابرار والشهداء والقديسين والامر عند محمود اثر التعامل مع الافكار مع اعطائها اكبر قدر الصحه والعموميه العمليه لم تعني عنده التحقيق الميمر وسكوبي والالتصاق بالحروف مع ذكر عشرات المراجع ما قري منها ومالم يقرا حتي يوحي الينا بوفرة المعلومات وبسعه الاطلاع عباراته التي تعبر عن افكار كانت قصيره وبسيطه ولكنها عميقه علي حد وصف الحراني له محمود ادر ك انا الايمان بالحقائق الدنييه ليس فعلا للعقل ولكن فعل الاراده ولكنه نهج نهج ديكارت في كتابه حوار مع صديقي الملحد ورحلتي من الالحاد الي الايمان الذي اثبت حقائق الدين ببراهين عقليه حتي يمكن اقناع الكفار بها ان الحقائق الدنييه تعدت حدود العقل عنده ولايمكن للانسان التصديق بها الابمعونه السماء الا ان الرجل كانت محنته الاولي مع كهنوت الدين فنجد محمود في مقاله الاول من كتابه الاسلام ماهو ناقش فكره القضاء علي السلوك الانفعالي لانه خطوه اولي نحو العقلانيه ورفضه فكرة ان يكون الدين حرفه لانه لا احتكار للفكر ولاحكر فيه هو امن بان الوحي الاسلامي جاء حتي تكون الامه الاسلاميه خير امه تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر وجد ان استعمارها او ملسلوبة الثروات من الداخل اي انها انتهت الي عكس ماقصد اليه الوحي والانا ري الحراني مازال حائرا محيرا بين نعومة ماجده الصباحي وبراءتها وعمق وغزازة فكر مصطفي محمود ولكنها الحير التي تستجعل حيره الحراني دائما مبدعه