الغباء السياسي و زمن الاغبياء
الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي

عندما نتطلع على الاحداث المتسارعة أخيرا نجد ظاهرة تتفشى بين الحكومات عبر العالم لدرجة غريبة هذه الظاهرة هي الغباء السياسي الذي اخذ يستشري بين رؤساء الحكومات العالمية لفرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و غيرهما هذا الغباء السياسي الذي ولد سخطا عاما و عارما بين المواطنين إلا أنه يضع علامات استفهام :
- هل هذا الغباء مقصود و من خلفه خلفيات تغييرية؟
- هل وصل العالم درجة الترف السياسي لحد الغباء ؟
- هل ما قام به ترامب و ماكرون هو ايذان بنهاية القطب الوحيد و كذلك نهاية ايديولوجيا البرجوازية ؟ ان المحلل الواقعي للاحداث سوف يرى أنها بداية نهاية ، إلا أننا كذلك نحن العرب مصابون منذ القدم بهذا المرض ، و نساير هذا الغباء بكل اريحية ، فما قام به ذاك المليونير السعودي المسمى يوسف الرشيد بتزويج ابنه لابنة ترامب و شراء خاتم ب مبلغ باهظ الثمن يقدر ب4,567 مليون دولار و قصر بجزيرة سويسرية يظهر بجلاء الٱية التي قال الله تعالى فيها :
” و إذا اردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا “
و هنا نعود لكلمة أمرنا فهي تقرأ قراءتان
1 ” أمرنا ” بدون شد الميم و هي من الأمر أي أوحينا لهم بالترف و الفسق
2″أمرنا ” بشد الميم من الإمارة أي جعلهم أمراء و حكاما على أقوامهم ثم يفسقون في حكمهم و إمارتهم
و النتيجة هي دمار حكوماتهم و أقوامهم ، لكن الغريب أننا أصبحنا نتقبل هذا الغباء و كأنه حالة طبيعية ، ثم يقوم البعض بنعث الاسلام و المسلمين بالإرهاب ، و هنا أريد أن اشير أنه ليس كل من حمل اسما عربيا هو مسلم أو يمثل المسلمين
فمن قال لك ان يوسف رشيد و ابنه الوليد و عائلته انهم مسلمين فهو واهم
و من قال بأن الإسلام جاء ليجوع الناس فهو واهم
و من قال بأن المسلمين جوعانين واهم
هذه مغالطات يروجها البعض ليعطوا صورة ضبابية على الاسلام و يظهروا ان المسلمين منافقين و خونة و كاذبين
إن الله تعالى قال :” و لا تزر وازرة وزر أخرى ” فكل واحد مسؤول عن تصرفاته و أفعاله و لا يتحملها إلا هو
يجب أن نعلم ان ما نراه الٱن هي صناعة جديدة للتاريخ بحيث نرى أن أولوية السلط اعطيت للاغبياء على الصعيد العالمي لدرجة أن ظاهرة الغباء و الغباوة اصبحت من المسلمات
و ما الاخطاء التي سقط فيها ماكرون و ترامب و غيرهم إلا دليل على تفشي ظاهرة الغباء السياسي في العالم و هو حقيقة ايذان بنهاية حقبة القطب الغربي و انتقال العالم إلى التكتلات القطبية المبنية على المصلحة العليا للاعضاء و حمايتهم اقتصاديا و اجتماعيا و ضمان النهوض بها