النورس دلالات وانعكاسات وأثر

أ.نور جاسم الحميد
طائر النورس
النوارس هي طيور قوية ذات أجنحة طويلة، ولها منقار سميك ومعقوف، وأقدام مكشوفة بالكامل وهي شبيهة بأقدام البط ، وتتميز طيور النورس بأنّ لها أجنحة واسعة وذيول ذات زوايا حادة أو زوايا مستديرة، كما تُظهر العديد من أنواع النوارس ألوانًا مختلفة بسبب التغيرات الموسمية أو مستوى النضج.
ويُذكر أنّه من الصعب جدًا تحديد نوع طيور النورس: إذ يوجد ما يقارب من 43 نوعًا من طيور النورس، ويلجأ بعض المختصين إلى التمييز بين الأنواع المختلفة لطيور النورس بواسطة لون المنقار أو الساق، حيث تعد من الطرق الجيدة لتحديد نوع النورس.
موطن النورس:
(الزخنونية)جزيرة تقع على بعد بضعة أميال إلى الجنوب الشرقي من ميناء الأحساء التاريخي المعروف باسم العقير.
وهي جزيرة صغيرة غير مأهولة ولكنها كانت تتمتع ببعض المزايا الجغرافية، فجرى الخلاف حولها بين السلطات العثمانية في الأحساء والقطيف، وبين السلطات البريطانية التي تحتل البحرين.
يوجد بها العديد من الكائنات الحية والطيور والأسماك كما تعد موطنًا أصليًا لكثير من الطيور المهاجرة ومنها (طائر النورس) وهو الطائر الذي يرمز للحرية والترحال..
وتعد الزخنونية مهدا للعديد من الكائنات الحية ومنها طائر النورس وبالرجوع للقرائن التاريخية تعد الأحساء وما يسمى بإقليم الأحساء والمعروف بالجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية على امتداد الخليج العربي من جنوب البصرة وحتى عمان وهذا الإقليم -الأحساء- يعتبر بلادًا منشأ لدول الخليج العربي ومنها وإليها تعود الهجرات والاستيطان البشري منذ حضارات العبيد وما قبلها وكانت الزخنونية محط اهتمام؛لتنوع المصادر المأهولة بالحياة البحرية والبرية ومنها ما يرتبط بالطيور المهاجرة عمومًا ومنها بشكل خاص طائر النورس.
ولهذا اتخذت المجموعة الإبداعية مجموعة-النورس-الثقافية والتي يندرج تحتها #ناديالنورسالثقافي . لهذا البعد التاريخي وكذلك لوجود جانبا فلسفيًا عميقًا يرتبط بالأحساء وأهلها ذوي الإبداع.
فلو قمنا بتجزئة الاسم سيتكون لدينا شقين الأول هو النور والآخر حرف السين، فتارة يكون النور هو الضوء الذي ينعكس على رمزية حرف السين والمراد به المبدع والذي يستحق الظهور والدعم والعناية، كذلك العكس قد يكون حرف السين هو المبدع المعطاء الذي يظهر النورس ويقدم إبداعه في أرجائه المعمورة ويحقق عبادة الإعمار في الأرض والمساهمة في صناعة الجمال في الكون.
تأسست النورس الثقافية في عام ٢٠٠٧ على يد الدكتور عبدالله بن عيسى البطيان انطلاقًا من موطنها الأصلي وتفرعت أجنحتها لخدمة الوطن وتمثيله في مناطق المملكة وخارجها.
قدمت النورس الكثير من الأسماء اللامعة والمشاريع الثقافية المتنوعة والتي كانت محط أنظار المهتمين منذ انطلاقة الموسوعة العربية الأولى (إضاءة)وامتدت بامتداد الإبداع ومخرجاته واحتياجات المبدعين أهله.
وضمن المنجزات التاريخية تأسيس نادي النورس الثقافي عبر منصة (هاوي) والتي تقدم من خلالها النورس العديد من الفعاليات والأنشطة كما قدم الدكتور البطيان كوكتيلا أدبيا جل خدماته لخدمة المبدعين وساهم في إحياء مبادرة الشريك الأدبي والتي تحصل على جائزتها على مستوى المملكة من هيئة الأدب والنشر والترجمة للموسم الثاني لعام ٢٠٢٣م.