تقرير..بعد ٧٥ عاما..الحروب العربية الإسرائيليةالجهل الصهيونى باق

تقرير – محمد البسيونى
يبدو أنه من الواضح أن ما تواجهه وواجههته وستواجهه إسرائيل حاليا في غزة من فشل لا يعد ولا يوصف سوى بالهزيمة التى لم يسبق لها وأن تلقته طيلة ٧٥ عاماً من عمر إحتلالها.
يأتى هذا فى الوقت الذى أفصحت فيه التقارير الجيوسياسيةعن أن أربعة حروب رئيسية نشبت بين العرب وإسرائيل على مدى السبعة عقود ونصف العقد التي إنقضت من عمر الإحتلال الصهيوني، إبتداءً من حرب ١٩٤٨ ومروراً بحروب ١٩٥٦ و١٩٦٧ و١٩٧٣.
وأضافت التقاريرعن أن هذه الحروب إشتركت فيها أطراف عربية متعددة ضمت مصر وسوريا والأردن، وتخللتها حروب صغيرة ومناوشات ثنائية كتلك التي كانت تجري بين إسرائيل من جهة وكل من لبنان والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى.
وتابعت التقارير أن أقسى تلك الحروب وأفضعها هي حرب ١٩٦٧ أو ماتسمى بنكسة حزيران، ويسميها الإسرائيليون بحرب الأيام الستة (لإبراز حجم الإنجازات الكبيرة التي حققوها في وقت قياسي لم يصل الى عتبة الإسبوع الواحد
وهي فعلا إنجازات هائلة شكلت مايزيد على ثلثي المساحة التي يهيمن عليها الإسرائيليون حالياً.
وأكدت التقارير أنه فضلاً عن كونها مثلت بداية التعقيد وعقدة المشاكل التي طبعت الواقع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وتسببت في أكبر هجرة للفلسطينيين وتشتتهم في الأصقاع المختلفة.
وكشفت التقارير أن حجم الإنجاز الإسرائيلي في تلك الحرب كان إحتلالها شبه جزيرة سيناء من مصر، هضبة الجولان من سوريا، كل الضفة الغربية لنهر الأردن، ومدينة القدس من فلسطين، وبعض من الضفة الشرقية لنهر الأردن التابعة للأردن، وكل هذه المساحات تم إحتلالها في ستة أيام .
وأشارت التقارير أن بعدها بست سنوات فقط حصلت حرب اكتوبر ١٩٧٣ بين إسرائيل من جهة وبين مصر وسوريا مدعومتين من الدول العربية من جهة أخرى، وقد تمكنت إسرائيل من فرض هيمنتها على الأراضي العربية التي سبق وأن إحتلتها، وكانت خسارة العرب الكبرى فيها هي الهزيمة المعنوية وبداية سريان اليأس والقنوط من إستحالة تحقيق النصر على إسرائيل، فكانت هنا بداية معاهدات الأستسلام والتسليم بالأمر الواقع والتي كان عرّابها الرئيس المصري أنور السادات.
ونوهت التقارير لطبيعة التحالفات آنذاك خصوصا في الظرف الزمني المحيط بحربي ١٩٦٧ و١٩٧٣، اذ كانت أميركا وبريطانيا وفرنسا في مقدمة الدول الداعمة لإسرائيل ومن خلفها حلف الناتو، فيما كان الإتحاد السوفيتي وهو القطب العالمي الثاني ومعه تحالف وارشو هو الداعم بقوة للمعسكر العربي. ورغم ذلك حصلت كل هذه الهزائم القاسية.
وتسألت التقارير هل حققت إسرائيل أهدافها المُعلنة من حربها على غزة، التي إدعت فيها انها قادرة وبحرب خاطفة على القضاء على المقاومة، وإخراج سكان غزة منها، وإستعادة الأسرى، بالرغم من مرور قرابة ٦ أشهر على بدأ عدوانها .
وتباينت التقارير فى أن والإيمان الراسخ وروح المقاومة وصمود بعض الفلسطينيين كان له دور كبير فاعل ومؤثر فى إجتياج القضية الفلسطينية للعالم بزخم غير مسبوق وفى الساحات الولية القانونية من والدبلوماسي.
وأكدت التقارير على أن الموقف الإسرائيلي على مدار ٧٥ عاما لم يتغير بجهله فهم الشخصية الفلسطينية والمقاوم من دفاعه عن أرضه ضد المحتل .