ثمن الخيانة
بقلم – إبراهيم حسن

هل هناك أقسى منها شعورا؟ هل هناك ماهو أشد ألما وعذابا من أن يطعنك من تظنه حبيبا في ظهرك بسكين مسلول يزيد الوجع أوجاعا؟، فما بين وجع الطعنة وهول الصدمة تقف مذهولا.
الخيانة هي أشد أنواع العذاب و أقوى مفردات التعب وهو ما يفسر القول اللهم ما اكفنى شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
الخيانة تتواجد في كافة مجالات الحياة ولا مبرر لها، فلا فقر يشفع ولا طموح ينفع ولا شهرة تفسر اللجوء الدنيء إلى الخيانة والغدر
في عالم لعبة كرة القدم أيضا نتألم ونتحسر من هؤلاء الخائنين حسب وصف جمهور الأهلى للاعبه السابق رمضان صبحي لاعب نادى بيراميدز الحالى والذي فضل الانتقال إلى النادى الأخير بحثا عن المال ليعيد إلى الأذهان تجربة اللاعب البرازيلى جونيور نيمار لاعب نادى باريس سان جيرمان الحالى والذي ترك نادي برشلونة في عام 2017 إلى النادي الفرنسي في صفقة قياسية هي الأضخم في تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمتها 222 مليون يورو بحثا عن مجد آخر مع النادي الفرنسي .
ولعل للاعب البرازيلى منطق فيما أقدم عليه من خطوة التعاقد مع النادي الفرنسي، خاصة أنه تغلغل بداخله شعور أنه مهما حقق من أمجاد كروية مع النادي الإسباني فسيظل الأرجنتينى ليونيل ميسى الفتى المدلل للبارسا بطل الشاشة و حاصد الألقاب وهو بجواره مجرد مساعد ، لذلك تفهم كثيرون موقف نيمار.
ولكن في حالة رمضان صحبي فالأمر مختلف فهو الفتى الذي نشأ وتربى داخل جدران القلعة الحمراء واستجابت الإدارة لطلبه بتنفيذ رغبته في الاحتراف مع نادى ستوك سيتى التى لم يكتب لها النجاح ثم منحه فرصة العودة مرة أخرى مع الفريق الأحمر ولبى كل طلباته خلال مدة الإعارة التى وصلت إلى عام ونصف العام، ورغم كل ذلك ضرب رمضان عرض الحائط ولهث وراء المال ورفض كل عروض الأهلى من أجل أموال بيراميدز
التناقض في حديث “رمضان” هو ما أغضب جمهور الأحمر منه عندما قال أنه يبحث عن طموح جديد مع النادى الوليد وهو ما يدحض حقيقة كلامه التى هى حق يراد بها باطل، فإذا كان كان هو يبحث عن طموح فكان من الأولى أن يعود إلى أوروبا ويكرر تجربة الاحتراف مرة أخرى في بلاد الضباب خاصة أنه لم يتجاوز الـ24 عاما
لم أكن أتوقع أن يتحول مصطلح رمضان الغدار إلى واقع فعلا، كنت أظنه غدرا في المستطيل الأخضر فيما يفعله بمدافعى الفريق المنافس وخيانة للخصوم من خلال التلاعب بهم ولكنه حول الأمر إلى خيانة فعلية إلى ناديه الذي آتى به من وسط بيئة شعبية في منطقة أرض اللواء الحي الفقير في محافظة الجيزة وآمن بموهبته ونفض عنه الغبار ومنحه قبلة الحياة بل منحه كل الحياة، أراد ان يمتزج الطموح بينهما ويكملان سويا مشوار حافل بالعطاء ولكن رفض رمضان الحب واختار المال رفض رد الجميل ولجأ إلى الكنز الثمين
تخيل أو توهم بأن المال يصنع الرجال لم يكن يدري أن الرجال هي من تصنع الأموال تحول في ليلة وضحاها من معشوق إلى خائن ، ولكن من هنا نود أن نؤكد بأن الخيانة لا يمكن أن تنتصر ولا يمكن أن يندثر الحب والارتباط تحت أقدام الخائنين والغدارين ، ولابد أن تعود شمس الحب إلى الشروق وتغرب الخيانة إلى غياهب النسيان