The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

ذروة أمل

الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

ذروة أمل
ذروة أمل

و أنا على شرفة الواقع ، و على ناصية السنوات ، في باحة مقهى ارتشف فنجان قهوتي المعتاد بين فترات انشغالي في رسالة الأنسانية و دورات المتابعة و المواكبة اليومية للراغبين في الانعتاق ، يرن هاتفي و يخاطبني صوت شجي لقامة من القامات تحن الى الذكريات صوت رجل من الزمن الجميل .


و في لحظة يقاطع صوت هذا الرجل ، فهو الشاعر عماد غريب عبد الحليم ، مراسيم التعارف و الشكر بسؤال جميل ، ينم عن الحنين للزمن الجميل قائلا :


” يا سيدي ماذا لو رأيت العندليب يجوب الوطن العربي ؟”
” يا سيدي ماذا لو عدنا بالزمن الى البطولات و النصر الأبي ؟ “
” يا سيدي أنا أحن إلى ذكريات الحنين مع عبد الحليم ، و اتشوق الى أغانيه و لحظات الهوى و الحنين ،
يا سيدي ماذا لو رأينا شوارعنا يجوبها عبد الحليم ؟”
و أنا انصت للحوار ، أخذني معه إلى زمن الذكريات عندما كنا ننتظر كل يوم جمعة مساء أفلام الزمن الجميل ، أفلام تهواها كل القلوب ، أفلام شاذية و عبد الحليم …
في لحظات الاستعداد و فرحة الاجتماع على لمة الأحباب كل منا يأخذ موقعه فرحا بالضيف الدائم على شاشة التلفاز ، عفوا لم يكن ضيفا بل هو صاحب الدار ، عبد الحليم كان مقيما بين القلوب و الديار .
تعابير الفرح تتجلى على الوجوه بعد انهاء مراسيم العشاء ، و انتصاب منصة الترحيب بعريس الدار ، نعم تلك التعابير التي ارتسمت على محيانا عندما لامست كلماته و أغانيه العذبة و الجميلة قلوبنا بمعاني الحب و الشوق و نداء الروح بترانيم الجمال و الدلال ، بين “جبار” و “زاي الهوى يا حبيبي” و “الماء و الخضرة و الوجه الحسن” و وو ، فتبادر لخاطري نفس السؤال ، ماذا لو رأينا عبد الحليم يجوب دروب الوطن العربي؟


لم أجد جوابا لسؤالي غير ان الزمن لن يعود الى الوراء لكن حنين الذكريات الى ذكريات الشوق و الحنين تهوى أرواح عبد الحليم و الأطرش و شاذية و عبد الوهاب و محمد الحياني فهي مازالت تصاحبني و تتناغم مع سجيتي ، أستشعرها بجانبي عند حاجتي إليها و في مناسباتي.


بل تأخذني تلك الأرواح إلى أماكنها الجميلة التي ألصقت بها معالمهم و تركت فيها بصماتهم فكنا نأنس بها وذوينا
نعم عبد الحليم يجوب حوارينا و دروبنا فلا تمر على بيت و لا محل الا تجده ينساب انسيابا مع الحان العندليب ناسيا وعتاء المعيشة مسافرا الى عوالم الأرواح التي لا تموت بل تتجول بين البرايا تلامس الوجدان وما درت تلك البيوت أن الأطياف ضيوف ، و أن إنبات الكلمات في القلوب ينشئ حدائق غناء من أعذب الالحان و أطيب الغناء ،
و ان الوجدان يقتات من جذور القلوب لتوصله حيث يريد ، لكنها في الآن نفسه تحيي جذور القلب الميتة و تنعش المنبت من أجلهم.


إنها ذروة الأمل ، فالعندليب يجوب الحواري و الدروب

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.