في واحدة من أكثر القضايا التي هزّت الرأي العام المصري خلال السنوات الأخيرة، رحلت المذيعة الشابة شيماء جمال في واقعة مأساوية انتهت بمقتلها على يد زوجها (وهو المستشار الذي أدانته المحكمة لاحقاً)، لتتحول قصتها إلى رمز لمعاناة كثيرات دفعن حياتهن ثمن العنف الأسري في صمت.
ورغم مرور الوقت، لا تزال تفاصيل القضية تشغل الشارع المصري، خصوصاً مع ظهور أوراق جديدة وإفادات كانت طيّ الكتمان. وهنا جاء برنامج “هوانم السعادة” ليعيد فتح الملف بجرأة غير مسبوقة، مقدِّماً حلقات سلطت الضوء على زوايا لم يتطرق إليها الإعلام سابقاً.
البرنامج، الذي تقدمه الإعلاميتان رنا عزت وجاسمين شومان عبر شاشة قناة “هي” الفضائية، ويُعرض كل ثلاثاء الساعة 4 عصراً، نجح خلال حلقاته الأخيرة في الوصول إلى مستندات مهمة وشهادات مؤثرة تكشف جوانب جديدة من القضية، أبرزها لحظات ما قبل الجريمة، وتفاصيل الصراع النفسي الذي كانت تعيشه الراحلة، ودور بعض الشهود الذين حاولوا طمس الحقيقة.
كما استضاف البرنامج شخصيات مقربة من شيماء، قدّموا شهادات إنسانية مؤلمة تُظهر حجم معاناتها قبل رحيلها. واستعرضت رنا وجاسمين في حلقات خاصة كيف تحولت هذه القضية إلى نقطة فاصلة في النقاش العام حول حماية المرأة وضرورة تطوير آليات الإبلاغ عن العنف الأسري.
ولأن “هوانم السعادة” لا يكتفي بنقل الحدث، فقد حرص فريق الإعداد على جمع وثائق وإفادات كانت غير متداولة، مما جعل البرنامج مصدراً مهماً للباحثين والمتابعين لقضايا العنف ضد المرأة، وأكسبه مصداقية كبيرة لدى الجمهور.
ويؤكد القائمون على البرنامج أن هدفهم ليس الإثارة، بل إظهار الحقيقة كاملة، تكريمًا لروح المذيعة الراحلة، وتنبيهاً للمجتمع إلى خطورة التجاهل أو الصمت أمام أي شكل من أشكال العنف.
وهكذا، أصبح “هوانم السعادة” منصة مؤثرة تُعيد فتح الملفات المسكوت عنها، وتقدم معالجة إعلامية جريئة تليق بقضية هزت مصر من أقصاها إلى أقصاها… قضية لا تزال حتى اليوم درساً قاسياً في ضرورة حماية كل امرأة قبل أن تدفع حياتها ثمناً للصمت










إرسال تعليق