روتيني اليومي :ظاهرة عرض،و تسويق و تسليع الذات،و الإتجار بها
بقلم حبيب أسكوي
المحمدية
لقد كانت حياة النساء المغربيات،داخل البيوت المغربية،منذ عهد قريب،من الصعب إقتحامها و معرفة ما يدور بداخلها،لكن،اليوم أصبح بالإمكان إقتحام هذا الجسم الأسري و أصبح مادة جاهزة للتشريح.ومن بين العوامل التي ساهمت في إقتحام بيوت الأسر المغربية،هي ظاهرة إنتشار الأشرطة و الأفلام و الصور،و كل المواد الإعلامية،التي توثق جزء من حياة النساء والرجال اليومية،سواء كان هذا التوثيق حقيقي أو مجرد تمثيل له أهداف معينة،لكن لابد أن نقوم بطرح مجموعة من الأسئلة من أهمها: ما الذي يدفع بالعديد من النساء إلى توثيق حياتهن بهذا الشكل و ما الغاية من ذلك ؟!
الكل يعلم أن معظم النساء المغربيات لهن أنشطة منزلية،لكن ما الذي يدفع عدد من النساء،إلى توثيق حياتهن بهذا الشكل،في حين أن هناك نساء يتحفظن على حياتهن الداخلية بنوع الخصوصية ؟! إن الإجابة عن هذه الأسئلة،و غيرها يحتاج إلى أبحاث و دراسات ميدانية،لكن لابد أن نطرح بعض الإجابات السريعة،و ذلك إنطلاقا من تحليل مضمون المادة الإعلامية الأشرطة الموضوعة في قناة اليوتوب،إن أول ملاحظة يمكن لنا تسجيلها أن محتوى النشاط اليومي يدور بكامله حول قيم الإثارة الجنسية” Atrractive and Sexy ”و لماذا الإثارة الجنسية بالضبط ؟! لا نعتقد أن العمل المنزلي،هو عمل مرغوب فيه بهدف المشاهدة أو حتى الإستمتاع بمشاهدة شخص معين:إمرأة مثلا تقوم بذلك العمل اليومي.لكن،الوقوف في المطبخ بلابس معين،و القيام بحركات مثيرة،و إعادة بعض الكلمات و العبارات التي تحيل بشكل أو بآخر على تعبيرات جنسية،حولت المادة اللامرغوب فيها إلى مادة مرغوب فيها،و هكذا زيادة طلب المشاهدة على هذه المادة الإعلامية،و لهذا فإن الروتين اليومي في شبكات التواصل الإجتماعية،هي عروض جنسية بطريقة جديدة مواكبة لماهو معاصر أي أصبح تسليع و تسويق حياة النساء بهذا الشكل و هذه الظاهرة تندر بخطر كبير لماذا ؟! لأن الإقبال على هذه المواد الإعلامية يتزايد بشكل سريع و هناك جمهور عريض يتلذذ بالمشاهدة و المتابعة أي أن هناك حرمان جنسي عند فئات عريضة داخل المجتمع، لهذا فإن وضع الأشرطة و المواد الإعلامية،بهذا الشكل من طرف بعض النساء هدفه الأساسي،هو الربح المادي السريع،لكن فيه تسليع و تسويق و عرض النساء لأجسادهن ،بطرق و بقوالب متعددة،و يتم إختيار مسميات و تسميات مختلفة”روتيني اليومي،حياتي اليومية في البيت…إلخ

