صدى الكلمات..أنا لم اتعلم الصلاة ..!!

يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..
*حين تنادي يا الله..*
*فلا هم يشقى، ولا هم يبقى..*
في إحدى القرى البسيطة يعيش راعٍ صغير يرعى الغنم، وفي صباح أحد الأيام سمع صوت الأذان تعلو من الجامع، وصوت أجراس الكنيسة تدق، وشاهد أهالي القرية يمرون من حوله بأعداد كبيرة ويذهبون إلى الجامع، والكنيسة للصلاة ففكر في نفسه وقال : كم لدّي الرغبة بالذهاب إلى الجامع أو إلى الكنيسة كي أتكلم مع الله ولكن ماذا اقول..؟؟
فأنا لم أتعلم أن أصلي يوماً لا بالجامع ولا بالكنيسة ابداً، لأنني لم أذهب إلى المدرسة
لفقر عائلتي، ولم أعرف الذهاب إليهما لأنني أعمل طوال الأسبوع في رعي الأغنام، لكي نحصل على الحليب والجبنة فيبيعها أبي في المدينة ويحصل على ما يحصل عليه من النقود لكي نعيش أنا وأبي وأمي واخوتي..
فركع الراعي الصغير على ركبتيه وبدأ يقول :
الحروف الأبجدية التي تعلمها من ابن جيرانه، وكرَر تلك الحروف عدة مرات..
فمر رجل بجانبه فرأى الراعي الصغير راكعاً ومغمض العينين وهو يقول : الحروف الأبجدية فاندهش الرجل وقال للولد: ماذا تفعل يا بني..؟؟
فأجابه : أنا أصلي يا عم..
فقال له الرجل : أنت تقول الحروف فقط..
فقال الولد له : أنا لا أعرف أي صلاة من الصلوات التي يصلونها لا في الجامع ولا في الكنيسة، ولكني طلبت من الله بأن ” يحفظني ويحفظ أبي وأمي وإخوتي ويساعدني في رعي أغنامي وأن يحميها لأنها رزقنا الوحيد ” فأقول كل ما اعرفه والله سيجمع الحروف في كلمات وسيعرف ما اريد قوله، لأن الله يعرف كل اللغات، الله يعرف أن يجمع حروف كلمات طلباتي وصلواتي، الله يعرف كل شيء..
أليس كذلك يا عم..؟؟
إبتسم الرجل وقال له : لن أقول لك سوى..
الله يباركك يا بني استمر بصلاتك..
وأكمل الرجل طريقه وعيناه تدمعان وهو يقول في داخله : حقا، أن الذي رأيته الآن لهو أجمل وأعظم موعظة سمعتها في حياتي….
نعم وبكل إيمان وقناعة.. إذا فكرنا مثل الاطفال الصغار وتركنا الله يضع الحروف معنا بصدق دعائنا ونوايانا، فسيصبح ما نريده أفضل مما كنا نخطط له، ويا ليتنا نصبح أحياناً، كالأولاد
في بساطتهم وصدقهم وإيمانهم وبراءتهم..
{ *وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ..*}
وتذكر..فكل صلاة صليتها، كل سجدة سجدتها..
وكل عمل صالح عملته ولو صغيرًا، إنكتب لك..
فاطمن { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا..}
اللّهُم.. إنَّا نسألك هدوء النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصّدر، وحياة مليئة بكل مايرضيك..
{ رسالة من عبدالله لعبدالله..}