صدى الكلمات..الأماني والوجود والقلق..

بقلم خالد بركات..
قيل لأحدِ الحكماء ما سرُ السكينةِ التي تعتريك
قال : قرأتُ قولهُ تعالي ( يدبر الأمر ) فتركت أمري لصاحبِ الأمر أن العسرَ زائلٌ لا محالة.. فأدركتُ أن خيرَ اللهِ قادمٌ لا محالة..
هذه الحالة الكثير منا يشعر بها، وتسكن بداخله..
والبعض يفسرها بكلمات وينشرها ويهديها..
والبعض يقول : هذه هي الحقيقة بما نعيشها..
والبعض لا يهتم، ولربما لم يعطيها الإهتمام..
أما أنا أحببت ان نتشاركها بواقعيتها..
أحيانًا أشعر بالقلق، وكأن شيئًا سيئًا سيحدث..
لكن لا أدري ما هو فقط ثِقل لا يُفسّر..!!
هو ليس حزنًا ولا خوفًا ولا حتى وجعًا واضحًا..
ولكنه بالواقع، إنه قلقٌ مبهم يسكن الروح..
هناك لحظات أشعر فيها أن قلبي يركض ويركض
رغم أني جالس لا أفعل شيئًا، والقلق من لا شيء يُرهق أكثر من القلق من شيء محدد،
ويزداد القلق، لأني لا أعرف كيف أواجهه..
أحياناً..في داخلي حرب محتدمة لا أحد يراها
واقلقٌ يسرق مني لحظات السلام..!!
أبتسم، أتكلم، أبدو بخير، لكنّ قلبي يختنق
من قلق وتوتر لا أفهم سببهم..؟؟!!
القلق يسرق مني تفاصيل الحياة الصغيرة..
يجعلني أعيش اللحظة وأنا أخشى ما بعدها..
وكإنها معركتي الخاسرة مع القلق..!!
وليس أحيانًا ينتابنا شعور غريب، كأننا ضيوف عابرون في زمن لا يشبهنا، وكأن أرواحنا وُلدت في وقت آخر أكثر هدوءًا أو أكثر صدقًا..؟؟
ننظر حولنا فنجد أنفسنا غرباء وسط ضجيج السرعة ولهاث التقنية والمظاهر، واللاعقلانية..
كأن قلوبنا تبحث عن دفء الحكايات القديمة وعن وجوه لم تعد موجودة، لكننا اشتقنا إليها..
ونشتاق لزمن لم نعشه لكننا نشعر بأنه الأقرب
إلى أرواحنا، إلى ذلك العمق الذي لا يراه أحد..
أحياناً نقرأ الكتب القديمة، ونسلك الدروب القديمة في قريتنا، وفي أماكن سلكناها يوماً وأحببناها، نشعر فيها بالضوء والأمان، ورغم أننا يوم سلكناها كان بداخلنا خوف، وكانت معتمة..!!
وأحياناً نسمع الأغاني العتيقة، فتدمع عيوننا..
ونبتسم لبرهة، ونسرح، ونسافر لزمن، فتهدأ أرواحنا وكأنها وجدت وطنها المؤقت..
ونسأل أنفسنا هل هو الحنين لما لم نعرفه..؟؟!!
أم أنها الروح تهرب من سطحية الحاضر…..
إلى عمق ما تتخيله وما كانت تعيشه..؟؟
أحياناً، في كل مرة نحدق فيها في الغروب نشعر أننا ننتظر شيئًا لا يأتي، زمنًا لا يعود، وربما هذا ما يجعلنا أكثر إحساسًا، وأكثر تعلقًا بما لا يُرى..
وفي الوجود تبقى الأماني والله يجيب..اللهم..
أرزقنا نوراً في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق وثباتاً على الحق ورضا في النفس.. ومحبة في قلوب الخلق وأستجابة للدعاء..
ويبقى الأمل بأن القادم أجمل وأحلى بإذن الله..