صـــدى الكلمـــات..إبحث عن أصـــدقائك..!!؟؟

بقلم خـــالد بركـــات..
لئن شكرتم لأزيدنكم..
وأن تعدو نعمة الله لا تحصوها، يجب ان نشكر الله على نعمه الظاهرة المشاهدة والملموسة والباطنة الغائبة حسياً، مع الطمأنينه والفرح..
نسال الله ان يدلنا ويثبتنا عليها..
{ وقليل من عبادي الشكور..}
رواية راقية جداً..
أين أصدقاؤك في مراحل الحياة..
كان رجل يبلغ من العمر ٦٠ عامًا يعاني من اكتئاب، فاتصل وحجز موعدًا مع معالج نفسي..
أخبر الرجل المعالج عن حالته وطلب متابعته..
بدأ المعالج بسؤاله عن بعض أموره الشخصية..
تحدث الرجل، وكان هذا هو الحال:
أنا قلق للغايه في الواقع، وغارق في الهموم، وقضايا الأسرة، وضغوط العمل، والأصدقاء، وقروض عقارات، وقرض السيارة، وما إلى ذلك..
لقد فقدت الاهتمام بكل شيء كنت أحبه..
يعتقد العالم أنني قوي، وأنني أملك كل شيء، لكن ليس لدي الكثير من الأشياء مثل الآخرين..
أنا بكل صدق مكتئب جدًا..
ثم سأله المعالج النفسي :
هل لديك دفتر ذكريات وسجل للأصدقاء..؟؟
أخبره الرجل نعم احتفظ بها على ما أظن..
قال المعالج : أنصحك بالذهاب إلى منزلك وأن تفتح الدفتر وتتأمل فيها لبعض اللحظات..
وابحث عن أسماء اصدقائك وحاول الحصول على معلومات حول حالتهم الصحية الحالية..
دوِّن جميع المعلومات التي تحصل عليها عنهم وقابلني بعد شهر..
ذهب الرجل إلى منزله ووجد سجل الأصدقاء، ونسخ كل إسم فيه، كان هناك ما يقارب مئة وخمسين إسمًا في المجموع.. حاول ليلًا ونهارًا طوال شهر، وبالكاد تمكن من جمع معلومات
عن حوالي ٧٠ بالمئة من أصدقائه بعد جهد..
وكانت النتائج مفاجئة..
بعض منهم فارقوا الحياة.
منهم أصبحوا أرامل..
منهم مطلقون
ومنهم تبين أنهم مدمنون على الكحول..
بعض منهم أصبحوا فقراء للغاية، لدرجة أن
لا أحد يستطيع حتى التواصل معهم..
منهم تبين أنهم أثرياء للغاية لدرجة أنه لم يستطع تصديق حالهم والثراء الذي هم فيه..
بعضهم مصاب بمرض وأوجاع..
بعضهم مشلول..
بعضهم مصاب بالسكري..
بعضهم مصاب بالربو..
بعضهم مصاب بأمراض القلب
وبعضهم مقعد في الفراش….
أو محتاج لزراعة كلية وما شابه….
وتبين أن أطفال بعضهم غير ناجحين..
وبعض أصدقاءه هاجر مع أسرته ولم يعودوا..
سأل المعالج : الآن أخبرني كيف هي حالة الاكتئاب لديك الٱن..؟؟
أدرك الرجل أنه : لم يكن يعاني من أي مرض، لم يكن يتضور جوعًا، كان عقله سليمًا، لم يكن سيئ الحظ، ولكن هو محظوظًا لأن أسرته وبعض الأقارب في صحة جيدة..
فشكر ربه لأنه يتمتع بصحة جيدة أيضًا، وكان قادرًا على تحمل تكاليف ثلاث وجبات يوميًا..
وأدرك لحظتها كيف كانت تحدياته ضئيلة الأهمية مقارنة بتحديات الآخرين..
وأدرك الرجل أنه يوجد الكثير من الحزن في العالم، وأنه كان سعيدًا ومحظوظًا للغاية..
وتبقى العبرة..أترك عادة النظر في أطباق الآخرين، ولا تقارن حياتك بحياة الآخرين.
كل شخص يتحرك وفقًا لقدر الله.
أشكروا الله على الحياة الطيبة التي نحياها..
ولنتذكر القول: “لئن شكرتم لأزيدنكم..”
اللهم.. اكتب لنا أوقاتًا جميلة، أسعدنا بتفاصيلها
أغمرنا بخيرك الذي لا يفنى وارزقنا صحة وبركة