صـــدى الكلمـــات..الملح وجبر الخواطر..!!

بقلم خـــالد بركـــات..
*" مَن جَبَر ..جُبِرَ.."*
اللهُمَ..يا جابر الخواطر اجعل لخاطري نصيب..
سمعتُ أمي تطلبُ الملح من الجيران…
لكننا كنا نملكه بالفعل في المنزل.
سألتها مستغربًا : لماذا تطلبين منهم الملح..؟؟
فابتسمت وأجابتني :
” لأن يا بنيّ جيراننا لا يملكون الكثير من المال..
وكثيرًا ما يطلبون منا بعض الحاجيات..
لذلك من وقت لآخر، أطلب منهم شيئًا بسيطًا وغير مكلف، حتى يشعروا أننا أيضًا بحاجة إليهم.. بهذه الطريقة، سيكون من الأسهل عليهم أن يستمروا في طلب ما يحتاجون دون حرج.. “
إحترام كرامة الإنسان من أرقى القيم وأجملها..
وهذا ما تعلمته من والديّ… فلنزرع في أطفالنا التعاطف، التواضع، والدعم للآخرين، فهذه قيم تستحق أن نحيا بها..
مما يدُلّ على تجذُّر الكرم في شخصيّة الإنسان الكريم، هو استشعاره للسعادة في السعي لقضاء حاجة مُحتاج، وتذوُّقه اللذّة في كفاية شخصٍ ما أهَمّه، وكم صدَق الشاعِر في وصفه لطبيعة تكوين النفس الكريمة :
” تراهُ إذا ما جئتهُ مُتهَلِّلاً
كأنّك تُعطِيه الذي أنت سائِلُه..”
سيمضي بنا الزمن، ونْدرك يقيناً..
أن خير ما يظفر به الإنسان في هذه الحياة هو :
جبر الخواطر، وحْسن الخْلق، إن استطعت فاعبر عبوراً كريماً في هذه الحياة، لا تؤذي نفساً ولا تكسر قلباً، ولا تجرح روحاً ولا تطفئ بسمة..
فإن الحياة لا تستحق.. إلا رضى الله ومحبة الناس وجبر الخواطر ..
فجبر الخواطر عبادة لا يعرفها إلا القليل.
ومن أعظم أبواب السعادة أن يجعلك الله مفتاحًا لجبر خواطر الناس..
جبر الخواطر لا يُكلّف شيئًا، لا تستخف بأيّ شيء منه مهما قلّ فالقليل كثير، هدية صغيرة
كلمة، بسمة، أو بسؤال عن الأصدقاء والأقارب..
إذا أردت أن تعيش مجبور الخاطر..
إجعل من يراك يدعو لمن رباك،…
اللهمَّ.. إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدُك..
اللهم اجبر خواطرنا بفرج قريب ومغفرة واسعة..