“صمت لا يُنسى: همس المرأة التي تعيد ولادة نفسها”

في هذا العالم الصاخب، ثمّة وجوهٌ تُشبه الفجر… لا تصرخ، لا تشرح، لا تبرّر، لكنها تُفهم.
وجوهٌ تمشي بثباتٍ أنيق، وتخبّئ في أعماقها تاريخًا من الخيبات، السقوط، والانبعاث من الرماد.
أنا تلك المرأة.
أنا التي تعلّمت أن الأناقة ليست فستانًا أسود ولا عطرًا باهظًا، بل هي طريقة النهوض بعد الانكسار،
هي صمتي حين يكون الصراخ رخيصًا،
هي نظرتي التي تقول كلّ شيء… وتمضي.
الشجاعة؟
ليست في أن تهاجم، بل أن تختار الرحيل دون ضجيج.
أن توزّع حنانها على قلوب لا تعرف كيف تحبّ، ثم ترحل بابتسامة مودّعة، لا بحاجة إلى تفسير.
القوّة ليست ضدّ الألم… بل هي رفيقته السرّية.
كلّ وجعٍ خبأته تحت جلدي، صار وشمًا من الكبرياء.
كلّ ليلة بكيت فيها دون أن يراني أحد،
صارت نغمةً في صوتي، وثقةً في خطواتي.
الأناقة الحقيقية؟ أن أعيش بصمتي، وأوجِع بغيابي.
أن أزرع في الذاكرة أثرًا، لا يُمحى ولا يُعاد،
وأن أكون…
مرآةً من نور، حتى وأنا أتكسّر من الداخل.
أنا جسي مراد،
أكتب لا لأروي، بل لأتجمّل من الداخل،
وأبني من الحروف بيتًا يسكنه كل من مرّ من عاصفتي… ولم ينسَ.