كورونا فيروس و الحجر الصحي و إنعكاساته النفسية و الإجتماعية على حياة الأفراد داخل البيت
كتب حبيب أسكوي

لكل تخصص علمي،أهميته،و دوره و وظيفته، في التصدي إلى الجائحة الوبائية العالمية،و بالبنسبة لي فإن علم الإجتماع و علم النفس يمر اليوم بلحظة إزدهار تاريخية.بالفعل إننا لاننسى أن هذه العلوم تنتعش أكثر حينما تناقش و تعالج القضايا المرضية في النفس عند الأفراد،و عند الجماعات و المجتمع حينما يتعلق الأمر بالأشكال و الظواهر المرضية(…).
اليوم الكل تقريبا ملتزم بالحجر الصحي Quarantine،من أجل أهداف و غاية صحية،وهي محاصرة كورونا فيروس و التغلب عليه.لكن،داخل البيت،هناك الصمت الرهيب،و الملل و الفراغ،و الإحباط و القلق و الشعور بالتهديد و الإحساس بعدم الأمن و الأمان و موجات القلق و الضغط و التوتر النفسي،و التفكير في المستبقل،العمل أم البطالة،أي هناك هناك إعادة ترتيب العلاقات الإجتماعية من جديد،المكانة الإجتماعية عند الأفراد،و الخوف من المصير المجهول و الخوف من طريقة الموت التي يختارها Covid19 للبشرية حيث يحرمها من أداء الطقوس الدينية و الثقافية و الإجتماعية المعتادة.
الكل الآن، أمام الشاشات التليفزوينية و الإلكترونية و يتتبع بنوع من القلق و الإهتمام،الأخبار الخاصة بالجائحة الوبائية،سرعة تفشي الوباء الأرقام المخيفة حول عدد الإصابات و المرضى و الوفيات،إنه عنف الطبيعة البيولوجية الوبائية الذي نجح في التسلل و الإمتداد إلى داخل البيوت و المنازل حيث يجعل الأفراد يدخلون في لحظات و حلقات متسلسلة من الرعب و الهلع و الخوف،و خاصة أثناء الليل، إنها أهم الأوقات و اللحظات التي يجتر فيها الفرد/الشخص المأساة الإنسانية الخاصة به،من جراء الجائحة الوبائية،و يقوم بإسترجاع كل المعاناة النفسية و المخاوف؛و الحصرة تزداد حينما يعلم أن اللقاح و المصل أو العقاقيير المضادة للفيروس غير موجودة الآن و كل ما يتم تداوله فقط داخل المختبارات لا يزال قيد الإختبارات السريرية.
هذا معناه أن الفرد/الأفراد،داخل البيت أصبحوا أكثر عزلة إجتماعية عن الواقع الإجتماعي و هذه العزلة فهي عزلة نفسية إجتماعية مزدوجة فالجانب الإجتماعي فيه وضع حد للعلاقات الإجتماعية و الزيارات الإجتماعية المتبادلة بين الأهل و الأقراب و عزلة نفسية أن الأفراد يفتقرون إلى الآليات النفسية الدفاعية التي بإمكانهم بها مواجهة الكورونا فيروس Covid 19 (….). يتبع.