كوماي، اميم و ايسك نيوز الدولية. غزة، كابوس لا ينتهي: ٢٦٥ صحفيًا قُتلوا، و٣٢٪ وفيات جوعًا. جحيم يُسكت الأصوات ويخنق الأرواح

متابعة الحبيب بنصالح تونس
عضو المكتب الاعلامي كوماي ايطاليا
بيان صحفي للنشر
البروفيسور فؤاد عودة: “من يقتل صحفياً يقتل الحقيقة، ومن يترك طفلاً يموت جوعاً يقتل الإنسانية”.
مجزرة الجزيرة: الحقيقة تحت المجهر
روما، 12 أغسطس 2025 – “اليوم، لم تفقد غزة خمسة متخصصين في المعلومات فحسب، بل فقدت أيضًا خمسة عيون على العالم، خمسة أصوات نطقت بالحق وأُسكتت بعنف”، هذا ما صرّح به البروفيسور فؤاد عودة، بصفته الرئيس الفخري لجالية “كوماي” (جالية العالم العربي في إيطاليا) ورئيس الرابطة الطبية الاوروبيه الشرق اوسطيةالدولية(أوميم)، ونيابة عن مجالس إدارتهما. يُذكر أن عودة يواصل نضاله من أجل المعلومات والصحة العالمية كطبيب وصحفي دولي وخبير في الصحة العالمية، ومدير الوكالة الدولية اعلام بلا حدود (AISC)، وعضو في سجل خبراء FNOMCeO، ومستشارًا لأربع مرات في اتحاد الأطباء الأورومتوسطي (OMCeO) في روما، وأستاذًا في جامعة تور فيرغاتا.
الضحايا هم: أنس الشريف، مراسل، محمد قريقع، مصور، إبراهيم زاهر، مصور، مؤمن علوة، ومحمد نوفل، سائق. قُتلوا جميعًا أثناء توثيقهم المأساة اليومية التي يعيشها سكان غزة المدنيون.
265 صحفياً قُتلوا في أعنف صراع في القرن
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصبحت غزة أخطر منطقة حرب في العالم على الصحفيين. وقد أفاد صحفيونا ومسعفونا بمقتل أكثر من 265 صحفيًا ومصورًا وعاملًا إعلاميًا، معظمهم فلسطينيون. لم يسبق في التاريخ الحديث أن تعرضت حرية الصحافة لمثل هذه الضربة الموجعة. في كثير من الحالات، كان الضحايا يرتدون سترات تحمل علامة “صحافة” بوضوح، أو كانوا في منازلهم مع عائلاتهم. هذه ليست مصادفة مأساوية: إنه هجوم متعمد على التوثيق المستقل، لطمس الحقيقة والتحكم في الرواية.
“قتلوا داخل خيامهم أثناء عملهم: رعب لا نهاية له.”
لقي هؤلاء الزملاء الخمسة حتفهم أثناء عملهم تحت خيمتهم. هذا رقم قياسي عالمي محزن ومأساوي في عدد القتلى، ناهيك عن إصابة العديد من الصحفيين. في الوقت نفسه، قُتل أكثر من 1280 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بمن فيهم أطباء وممرضون وعاملون آخرون في المجال الصحي.
إن التزام “كوماي” و اميم و ايسك_نيوز الدولية و اذاعة كوماي الدولية” ليس جديدًا، ولم يكن بالأمس: فهو يعود إلى عام ٢٠٠٨ منذ تأسيس كوماي، ملتزمةً يوميًا بالحقيقة والتضامن والحوار والسلام. ويستمر هذا الالتزام دون أن يخل بالتوازن اللغوي، في إطار من الاحترام المتبادل، وفي النضال المستمر ضد معاداة السامية وكراهية الإسلام وجميع أشكال التمييز الديني.
لنُكرر: هذه ليست قضية دينية، بل هي قضية سياسية. وقد أكدنا ذلك منذ عام ٢٠٠٠ من خلال التزام نقابة الأطباء من أصول أجنبية في إيطاليا (AMSI) بحقوق الإنسان، والحق في الرعاية الصحية، والممرات الطبية، وحالات الطوارئ في جميع النزاعات التي غطيناها. لقد تابعنا جميع الأزمات الدولية وحالات الطوارئ الإنسانية، دون تمييز.
نداءنا للعالم السياسي الإيطالي والأوروبي واضح: لا تنقسموا إلى مؤيدين لطرف أو آخر. علينا جميعًا أن نهتف للسلام، والحوار، والحقيقة، وإنقاذ المدنيين من الأطفال والنساء: هذا هو المهم حقًا.
سيحكم التاريخ على من تحلوا بالشجاعة للظهور بمظهرٍ جادٍّ ومستمر، لا كل يوم، أو بشكل مبهم، أو لتحقيق مكاسب انتخابية أو أغراض سياسية. لن تغفر هذه السلوكيات أبدًا كوماي، ووكالة AISC News، واميم، المنتشر في 120 دولة.
نحصي اليوم أكثر من 62,000 حالة وفاة، من بينهم أكثر من 18,500 طفل. ويواجه أكثر من مليون و900,000 مدني خطر الجوع وسوء التغذية، وهي حالة ستُخلّف عواقب جسدية ونفسية مدى الحياة على من ينجو منها.
الجوع والحصار: 32% زيادة في الوفيات بسبب سوء التغذية
إلى جانب الحرب على الإعلام، تواجه غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة: 227 حالة وفاة مؤكدة جوعًا خلال الأشهر الأخيرة، من بينهم 103 طفل؛ بزيادة قدرها 32% مقارنة بالفترة السابقة؛ ويعاني ما يقرب من 12 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. ويعاني مئات الآلاف من السكان من نقص منتظم في مياه الشرب والرعاية الطبية والغذاء. وتعمل المستشفيات، المنهكة أصلًا بسبب نقص الوقود والأدوية، في ظروف قاسية وتحت تهديد دائم بالقصف. ويعمل الأطباء والممرضون تحت تهديد دائم، ويسقط العديد منهم ضحايا مع مرضاهم.
نداء عودة إلى المجتمع الدولي
ننحني إجلالاً لتضحيات زملائنا في قناة الجزيرة، ولجميع الصحفيين والعاملين في المجال الصحي والنساء والأطفال والمدنيين الذين قُتلوا في هذه الحرب التي تحرم الحقوق والأصوات والأرواح. لا يمكن تطبيع هذه الجرائم أو نسيانها: فكل صمت متواطئ أو تأخير من المجتمع الدولي هو حكم بالإعدام على أبرياء آخرين. لا يمكننا الحديث عن الدفاع أو الأمن بينما يموت من يُداوي ويُبلغ ويُنقذ الأرواح ويُبلغ عن الحقيقة. نُعرب عن تضامننا العميق مع العائلات والمجتمعات المتضررة، ونُوجه نداءً عاجلاً: افتحوا المعابر الحدودية دون قيد أو شرط، واضمنوا ممرات إنسانية دائمة وآمنة، واحموا من يشهدون الحقيقة ومن يعتنون بالجرحى، وأوقفوا المجاعة والمذبحة. نحن لا نطلب صدقة؛ بل نطلب احترام القانون الدولي والكرامة الإنسانية. سيُحكم التاريخ بقسوة على من يقفون ويشاهدون اليوم، وعلى من اختاروا، رغم امتلاكهم القدرة على التدخل، غضّ الطرف.
استنتاجات عودة
أناشد نقابة الصحفيين، بصفتي صحفيًا زميلًا، والاتحاد الوطني لنقابات الأطباء الإيطالية(FNOMCeO) بصفتي طبيبًا، وكذلك ممثلي مختلف النقابات المهنية. أطلب منهم أن يحموا الصحفيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، كما أناشد جميع النقابات المهنية الأخرى في مجال الرعاية الصحية، إذ من بين الضحايا والمعرضين للخطر ممرضون وأخصائيو علم نفس ومعالجون طبيعيون والعديد من المهنيين الآخرين.
التزام Co-mai وUMEM وAISC NEWS
تؤكد المنظمات الثلاث التزامها بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة وكشفها ولفت الانتباه الدولي إليها. كل صحفي يُقتل هو جزء من الحقيقة يُسرق من العالم. كل طفل يموت جوعًا هو هزيمة للإنسانية جمعاء. لن يتوقفوا عن المطالبة بالحقيقة والعدالة وحماية غزة
: