معذرة أنا لم أتحدث عن المثالية التي تجتمع فيها الخصال العالية
الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

أنا لم أتحدث عن المثالية التي تجتمع فيها الخصال العالية و السمات التي لا يمكن إدراكها في الدنيا والدين ، و أبدا لا يمكن اكتسابها و لا التحلي بها نهائيا ، و لأن هذا سيعاني منه الجميع إلا الملائكة الذي خلقوا لطاعات محددة و أمروا بالقيام بها فهم لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون.
فلا يوجد من يعيش هذه المثالية من الإنسان ، و هذه طبيعة الفطرة في حد ذاتها ، و حقيقة هذا متعب لكنه ممتع و مقنع ،
إن هذه الصفات التي تتوازن بين الخوف و الرجاء و الفرح و الحزن و بين الليل و النهار هي قناعة لابد من امتلاكها ، و نخبة النخبة من الناس بها يدركون أهمية عدم المثالية ، فلولا الخطأ ما علمنا قيمة الصواب ، و لولا الزيف ما أدركنا قيمة الحقيقة.
إن مفهوم الموازنة يعطيهم القوة للمواصلة في دروب السلوك و الارتقاء في مدارج المقام الى ذروة القيام ، و الله في عونهم مادام ولوجهم من باب الاصطفاء لمقام الصفاء.
ابدا ليس هناك مثالية في هذه الحياة بل هي بكل بساطة الارتقاء و السمو من النفس الامارة بالسوء الى النفس المطمئنة التي تنآ عن كادورات الاستفزاز و الجدال العقيم و تضبط بوصلة اتجاهها نحو البساطة و الانعتاق ، و حمل زاد الهيام في المقام الملكي بجمال الإحسان الرحماني.
معذرة:
ينطلق حرفي بحرية و تلقائية ،يعبر عن مكنونه، بالاشتياق الى اللقاء ، يتخطى كل شيء الى منبع الشئ ،ليصل بسهولة إلى غايته العظمى و هو الوصال بالاتصال ، و يسارع الى كل سيئة معلنا جوهر الانفصال :” و اتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن ” ، فنسعى بسمو أرواحنا و الرفع من مقدار سلوكنا لنكون كيفما نحب أن نرى انفسنا فيه و يحبه مولانا ان يرانا ،
و توخي الحذر في صياغة مخطوطاتنا الأخروية لأن صحيفتنا اوراقها معدودة ، و واجب علينا ملؤها بتأن ،و لا بأس من تصحيح الخطايا قبل فوات الأوان فتزل قدم بعد تبوثها.