وزير الخارجية الإيطالي يجري حوارًا مع مطران حلب حول الحرية الدينية ومستقبل سوريا

متابعة حامد خليفة
شكّل مستقبل سوريا ما بعد الصراع، ودور المجتمع المسيحي، وضمان الحرية الدينية، المحاور الرئيسية لجلسة بعنوان “الوجود المسيحي في سوريا والحرية الدينية”، والذي عُقد ضمن فعاليات ملتقى ريميني السادس والأربعين، حيث شارك في الجلسة المونسنيور حنا جلوف، المطران الرسولي في حلب، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.
ووفقاً لوكالة نوفا، فقد سلطت الجلسة الضوء على منظورين متكاملين: من جهة، شهادات مباشرة على اضطهاد المسيحيين السوريين وصمودهم؛ ومن جهة أخرى، الإستراتيجية السياسية والدبلوماسية للحكومة الإيطالية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تهديد مشترك
في كلمته، قدّم المونسنيور جلوف، أسقف فرنسيسكاني كاثوليكي سرياني، وصفًا مفصلاً للمحن التي عاناها مجتمعه، حيث تذكر كيف وجد نفسه في بداية الحرب يقود مجموعةً تقلص عدد أفرادها إلى 700 شخص، مؤكدًا على ضرورة التماسك في مواجهة تهديد مشترك.
“أول ما فعلته هو النظر إلى الناس وإخبارهم أن الإرهابيين لم يدركوا اختلافاتنا، لأننا جميعًا في نظرهم كفار” على حد قول جلوف، الذي روى قصة سجنه بعد إكتشاف رسالة أرسلها إلى رؤسائه يُبلغهم فيها بمقتل راهب آخر.
بعد 20 يومًا من الأسر مع 17 مسيحيًا آخرين، مثّل إطلاق سراح الأسقف لحظةً فارقةً في حياة الجماعة: “عندما عدتُ، ركع بعضهم وقبّلوا ملابسي. فهمتُ معنى الحب ومعنى أن تكون مسيحيًا”.
أعين مفتوحة
أعقب شهادة جلوف تحليل سياسي للوزير تاياني، الذي أوضح موقف الحكومة الإيطالية، والتي قررت بدورها “فتح الباب أمام الإدارة السورية الجديدة” مع “إدراكها التام أن عليها أيضًا أن تبقي أعينها مفتوحة”.
وأوضح الوزير أن الهدف الأساسي هو ضمان “وحدة أراضي سوريا وتجنب تدميرها، وهو أمر بالغ الأهمية لإستقرار الشرق الأوسط”.
محو مسيحي الشرق
وكشف وزير الخارجية الإيطالي عن لقاء مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي وصفه بأنه “قائد رفيع المستوى”، مشيرا إلى أن الشرع أكد له أنه “لا يوجد مسلمون سوريون ولا مسيحيون سوريون، بل سوريون فقط”، وهو التزام تعتبره وزارة الخارجية أساسًا لمزيد من التطوير.
تُعتبر الثقة بالقائد الجديد ضرورة إستراتيجية، كونه “الضمانة الوحيدة التي نملكها في هذا الوقت، مع علمنا التام بأن شريحة من مؤيديه تدعم تنظيم الدولة الإسلامية – داعش-“. ولهذا السبب، دعت إيطاليا رواد أعمالها للإستثمار في البلاد للمساهمة في إعادة الإعمار، وفقًا لتاياني، الذي أكد أن الدفاع عن الطوائف المسيحية أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق السلام الإقليمي.
وقال: “إن محو الوجود المسيحي في الشرق الأوسط يضر بالسلام”، مشددًا على أهمية دعم التعليم والفرص المتاحة للشباب السوري لمنع إنتشار “الجهل” الذي يستغله المتطرفون، مشددًا على أنهً: “يجب أن ندافع عن الحرية الدينية، لأن محو الله من التاريخ يعني محو الإنسانية من التاريخ”.