✍️..صدى الكلمات..يا رب إفرجها عالوطن..
بقلم :خالد بركات

*وطني لو شغلت بالخلد عنه..*
*نازعتني إليه في الخلد نفسي..*
نحن في لبنان نتمنى ونرجو من الله أن تستقر الأحوال، لكن حتى لو عاد الإستقرار، وعمَّ النعيم والرخاء، فبعد مرارة أشهر من الحرب والدمار، وأعوام من ظلم وقهر وإذلال ومعانات، سوف تظل هذه المرارة عالقة في أذهان اللبنانيين لسنين، وهي التي جعلت كل تفكير الناس في كيفية تأمين لقمة عيشهم كفاف يومهم..!!
لبنان الأرز الشامخ، لبنان مُصَدر الحرف، لبنان السياحة، ومشفى الشرق، لبنان فينيق الحضارة وطن الفسيفساء الطائفي الراقٍ والمتنوع
لبنان حيث يعانق الهلالُ الصليبَ، كما تعانق البحارُ الجبالَ، والأرزُ يعانق السماءَ..
بكل ميزاته، لكن لم يبلغ اللبناني فرحة إنتخاب رئيس للجمهورية، ويسأل نفسه، هل ما زال أمام مخاض إنجازه في ظل ما يتعرض له من أزمات وتحديات وأطماع تحت غطاء طائفي من هنا
أو طمع افرقاء وتكتلات من هناك..!!؟؟
وهنا يصح قول المعلم كمال جنبلاط :
” يجب إيجاد بنى تحتيٌة للفكر حتىّ يتمكن
من تحمّل الأفكار الجديدة واستيعابها..”
ونحن ما زلنا في الوطن نحتفل ونفتخر أمام العالم بإنتخابنا رئيس لجمهوريتنا، الذي هو فخر للبنان ببزته العسكرية، وببزته المدنية، وبخطاب القسم الصادق المتكامل، والكلمات النابعة من القلب خلال لقاءاته، وهي الأسس لبناء وطن..
فما قاله فخامة رئيس الجمهورية: “من أولى الإشارات الإيجابية التي يجب ان نُظهرها
للعالم هي تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن
لا أن يتم عرقلة التشكيل في زواريب مذهبية وطائفية وسياسية ضيقة.
نحن أمام فرص لا يجب أن نتركها تضيع منا، بل علينا الترفع عن كافة الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل.”
ومن أهم أهداف الإستعجال بتشكيل الحكومة هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضررت في الحرب الأخيرة..
” وكما قال : أنا أتٍ لأخدم، فالموقع الذي انا فيه هو لخدمة الشعب لا لكي يخدمني الشعب”.
ثم اردف: “عندما كنت في قيادة الجيش كانوا يسألونني عن مشروعي السياسي، فأجيبهم : أولاً انا لست مرشحاً، ولكن إن وصلت إلى رئاسة الجمهورية، فأول أمر يجب الاعتماد عليه هو القضاء، فإذا توفر للبنان الأمن والقضاء، تسير كافة الأمور، بمعنى ان الأمن والقضاء يساهمان في جلب الثقة للإستثمار.”
فرئيس الجمهورية يقسم يمين الحفاظ على الدستور، وكذلك يقسم القاضي اليمين بالحفاظ على حقوق الناس، وإلا حكمتنا شريعة الغاب..
واكد فخامة الرئيس على تصميمه المضي قدماً في إقرار قانون استقلالية القضاء، وأن يقتنع كل قاض بأهمية هذه الاستقلالية.
وقال : “هدفي بناء دولة، ولبناء الدولة نحن بحاجة الى تضافر جهود كافة القوى في المجتمع وفي طليعتها القضاء”، فكل موقع هو مسؤولية وليس مجرد منصب فخري..
أنتم في سدة مسؤولية مهمة وتعرفون كم هناك من مهام ملقاة على عاتقكم،
إذ ليس من الأمر البسيط النظر في دستورية أو لا دستورية قانون، فإن إصدار الأحكام يتطلب من القاضي أن يكون دقيقا وصاحب ضمير، والأهم أن يعمل بإستقلالية ووفق قناعته تجاه المصلحة العامة لا وفق المصلحة الشخصية.”
وأنا الدرع الأول لكم، وما تردوا على حدى..
وليكن ولائكم الأول والأخير لضميركم وللوطن..
حقاً هذه الكلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب..
بالإضافة لمشاهد وطنية مؤثرة على الساحة الجنوبية كيف استقبل اهل الجنوب الجيش اللبناني بالزغاريد والورود هي رسالة للداخل والخارج بأن الدولة اللبنانية بقيادة الرئيس جوزاف عون ستعيد للبنان مكانته ودوره بحمايه قراره الوطني وسيادته واستقلاله
وما تحذيره لجيش الاحتلال الاسرائيلي بحتمية انسحابه من الجنوب، إلا نتيجة للثقة التي منحها الشعب اللبناني لقيادته..
لكن كيف نكمل فرحة الإحتفال وما زلنا نعيش حرب إلغاء بعضنا البعض، والتعنت على مكاسب من مواقع وحقائب وصنع تكتلات وأحجام..؟؟
كيف لبلد أن يكون فرحاً وهو غارق بصراعات أمنية وسياسية وطائفية وأنانية قاتلة، وغارق في مستنقع الأزمات الهالكة والمتراكمة..؟؟
وكيف يكون فرحاً، في ظل تعقيدات وعراقيل أمام تشكيل حكومة برئاسة القاضي نواف سلام
رجل القانون والعدل والمساواة والمؤسسات..
هذا المشهد اللبناني يثير التساؤلات حول الاستقرار الفعلي، وسط كل ما يشهده من استعصاء إقتصادي في ظل الازمات المالية..
واجتماعية في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وهجرة الأدمغة، وحاملي الشهادات من الشباب الذين هم ربيع لبنان..؟؟
والتوتر وعدم الطمأنينة، وتأثيرهم سلباً على السياحة، وعودة الأشقاء العرب والأصدقاء..
ويبقى السؤال الدائم : هل هي معركةً سياسة
أو معركةً إقتصادية، أو عنصريّة أو مصيرية
أو هي في صميمها معركة شد حبال، أو عناد وتعنت وتعالي وتكابر من هنا، ومن وهناك..؟؟!!
اللهم..من عندك الفرج على الوطن وشعبه..