✍️.. صـــدى الكلمـــات..
رسالــة من مجـــرم لوالدته..
بقلم خـــالد بركـــات..〄
إن الله إذا أراد..
بعبده خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه..
والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه..
فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة..
قال لي صديقي يوماً : عندما يخطأ الولد، لا
تعاقبه، بل حاسب أهله على التربية..
فلذا إخترت لكم..قصة فيها عظة وعبرة..
كان هناك شاب، وقبل ساعات قليلة في زنزانته ينتظر إعدامه، فسألوه عن أمنيته الأخيرة..
فطلب قلم وورقة وكتب لعدة دقائق، وطلب تسليم الوصية، أو الرسالة إلى والدته..
والمفاجئة ما كتبه في الرسالة :
أمي.. بكل صدق، أعتقد أنه لو كان هناك المزيد من العدل في هذا العالم سنعدم أنا وأنتِ..
أنت مذنبة مثلي في حياتي البائسة..
هل تتذكرين يا أمي عندما أخذت تلك الدراجة إلى المنزل التي سرقتها من طفل آخر مثلي..؟؟
تذكري يا أمي.. لقد ساعدتيني يومها في إخفائها حتى لا يكتشف أمري..
هل تتذكرين يا أمي.. عندما سرقت المال يوماً
من محفظة الجيران..؟؟
ذهبتِ يومها معي إلى المركز التجاري وقضيناه معًا، نأكل وتشرب من المال، ولم تخبريني يومها بأنّ هذا تصرف غير مقبول..!!
هل تتذكرين..يا أمي عندما طردني الأستاذ
من الصف لكثرة غياباتي ومشاكلي..؟؟
لم تساعديني في حل مشكلتي أبداً..
بل ذهبت إلى المدرسة وقمت بتوبيخ الأستاذ
لأنه طردني، دون توجيه الإتهام لي على الرغم أنّ المذنب هو أنا..
هل تذكري..يا أمي عندما كنت أتأخر بالسهر
ولم أعد أداوم بالمدرسة باليوم التالي، ولم تسأليني مرة سؤال عن سر ذلك..؟؟
أمي.. لقد كنت مجرد طفل، ثم كنت مراهقًا..
والآن أصبحت رجلًا ضعيفًا مرهقاً وخاطئاً..
أمي..كنت مجرد طفل بريء، أحتاج للتصحيح بكل شيء بعد وفاة والدي، وليس للموافقة..!!
أمي..أنا إبنك المدلل كان يجب أن تصوبي لي أخطائي كي أسير في الطريق الصحيح..
لا لكي أتمرس على الخطأ، وأرتكب أخطاء أكبر من ذلك، وكل ما كنت تقولينه لي : إفعل ما شئت فأنت إبني المدلل، وأنا سَنَدك..
أمي..كنتٍ معي مع كل الأخطاء التي أرتكبتها، ولم تكوني معي مرة واحدة في الصواب..
حتى وصلت إلى ما هي حالتي اليوم..
أمي..سامحتك، لكن أطلب منك أن ترسلي هذا الإنعكاس لكل أولياء الأمور في المجتمع، ليعلموا أنهم الوحيدون المسؤولون عن تكوين رجل، أو امرأة محترمين، أو مجرمين فاحشين..
شكرًا لك يا أمي. لأنك منحتيني الحياة.
وشكراً لك أيضًا لمساعدتي في فقدانها.
توقّيع ابنك المجرم..
وتبقى العبرة..إياكم والتخلّي عن هدف الجدية في التربية، الغنج والدلع وعدم القصاص فهما بمثابة الإبتلاء، اما الحساب والإرشاد ليتبيّن فيما بعد صدقك وإخلاصك لهم..
وإلا ألقيتٓ نفسك ومعهم بدوّامة الأحزان..
َّاللہُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم..
ثبت قلوبنا على حبك وطاعتك، وأنعم علينا بمغفرتك ورضاك، وسخر لنا من عبادك من يرشدنا لطريق الصواب، ويدعو لنا بصدق وإخلاص فتجيب دعاءه وأنت المجيب..





إرسال تعليق