بقلم : الصحافي حسن الخباز
بعد الإعلان عن الكلفة الضخمة لتنظيم كأس إفريقيا في دورة 2025 بالمغرب ، بات السؤال الأكثر مطروحية هو ماذا سيستفيد المغرب من هذا التنظيم بعد إنفاق مبالغ مالية ضخمة ، أحرى به استثمارها في مجالات اخرى أهم .
فبعد أيام معدودة على رؤوس الأصابع ، يشهد المغرب تنظيم حدث رياضي إفريقي كبير ، سيجعله محط انظار جماهير العالم ، كما سيحقق لها عدة مكاسب مادية ومعنوية …
فمن المعلوم ان المغرب بات بلدا رياضيا بامتياز بعد حضور القوي كرويا على الصعيد العالمي عموما والعربي الإفريقي على وجه التحديد . ولعل التظاهرة التي نحن بصدد الحديث عنها خير نموذج يشهد على هذه القوة .
من لا يفهم لماذا تستثمر الدول في الرياضة الكبرى،لن يفهم أبداً لماذا تُبنى الدول أصلاً ، وقد انتبه الملك محمد السادس لهذا الأمر لذلك حرص على الاهتمام بهذا المجال الحيوي .
اسس اكاديمية محمد السادس لكرة القدم لتكون مشتلا لتفريخ اللاعبين والمدربين ، كما حرص على الفوز باحتضان اهم التظاهرات الكروية إلى تحقق الحلم المغربي بتنظيم مونديال 2030 .
وعودة لكأس إفريقيا ، فبفضل هذه التظاهرة الإفريقية ، اكتظت فنادق الرباط عن آخرها . فنادق خمسة نجوم محجوزة، بوكينغ فارغ، شقق مفروشة نادرة، جماهير أجنبية ومغربية تبحث بصعوبة عن مبيت، قطارات ليلية إضافية، وحركة اقتصادية لم تعرفها العاصمة من قبل.
هذه التظاهرة تعطي إشعاعا دوليا لبلدنا ، فملايين المشاهدين، صحافة عالمية، جماهير تعود لاحقاً كسياح . كما نستفيد من تقوية البنية التحتية إكراما لمثل هذه التظاهرات الكروية التي تاتي بالخير الوفير على بلدنا .
تاثير الكان خاصة وباقي التظاهرات التي ينظمها المغرب سيمتد لسنوات طويلة، من خلال زيادة جاذبية الاستثمار وتحريك قطاعات حيوية في السوق الوطنية، خاصة السياحة، والنقل، والبناء، والخدمات.
وبهذا الصدد يرى المحلل الاقتصادي محمد أفزاز أن المغرب دخل مرحلة استثمارية غير مسبوقة تشمل تطوير الملاعب ومراكز التدريب، وتحديث شبكات النقل والطرق، وهو ما يجعل “الكان” يستفيد عمليا من هذه الورش الكبرى، فحتى وإن كانت بعض المشاريع موجهة جزئيا لمونديال 2030، فإن التحسينات القائمة في النقل الجوي والبري ستخدم زوار كأس إفريقيا بنفس القدر، وتضمن تنظيما بمستوى عالمي.
كما يرى المحلل أفزاز ان المشاريع الكبرى الجارية، وعلى رأسها توسعة مطار محمد الخامس ببناء محطة جديدة بكلفة 1.5 مليار دولار، والتي سترفع الطاقة الاستيعابية من 14 مليون إلى 35 مليون مسافر بحلول 2029، ورغم أن الأهداف النهائية موجهة للمونديال، فإن “الكان” سيكون أول اختبار عملي لهذه الطفرة في النقل الجوي.
وأشار المحلل إلى أن رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق والمنشآت السياحية، عبر إضافة 100 ألف سرير جديد، يمثل عنصرا أساسيا في قدرة المملكة على استقبال عشرات الآلاف من مشجعي المنتخبات الإفريقية.
باختصار شديد ، فالكان فرصة مهمة للمملكة ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضا كمحرك اقتصادي وسياحي، ومن المتوقع أن يسهم في تعزيز مكانة المغرب كوجهة رياضية وسياحية متميزة، وتحفيز الاستثمار، وتحديث البنيات التحتية، وتسريع نمو الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تعزيز حضور المملكة على الساحة الرياضية الإفريقية والدولية.









إرسال تعليق