إطلالة محمد العايدى عن الطاقة و الروح فى العيد ،سرعة الروح
كتبت : هبة سمير
يناقش الكاتب والمفكر والشاعر محمد العايدى عضو لجنة الدعم النفسى بالمجلس الوطنى للشباب برئاسة دكتور وائل الطناحى الامين العام للمجلس الوطنى للشباب ودكتورة دليلة مختار رئيس المجلس الوطنى للشباب موضوع جديد فى غايه الاهمية ويلمس الجميع دون تمييز وقد لا نلحظه فيتحدث عن سرعة الروح و عن فهم تلك الأية الكريمة التى تُناقش موضوع الطاقة التي تتعارض مع طاقة الإنسان في التحمل لمصاعب الحياة، من كبد الصراعات، وكبد البحث عن الحقائق الوجودية والتي يأتِ في مقدمتها (حقيقة الإنسان نفسه)!
تلك هى الحقيقة كما ذكر سيادته محمد العايدى التي تَوهم بالنجاح في الوصول إليها وفي الظفر بها,كما ظن متوهماً وضوحها أمامه، وهي أبعد مايكون عن الوضوح فوضوح النفس في حد ذاته غامض ومُبهَم مما أدى بفعل الصدام بصراعات واضطرابات الحياة التي حُكم عليه أن يعيشها ويواجها رغما عنه،أو بإرادته لا أحد يدرِ أدى ذلك الصدام إلى شعور مؤلم بالضعف وبالخزلان والوهن لمن كان يظن في نفسه القوة والجبروت أو لمن كان يظُن في نفسه أنهُ قد عرفَ نفسه!
ذلك الشعور المتضارب بين المتاح والمرغوب جعل الإنسان لاقِبلَ لهُ بأية طاقة جديدة تسكُن داخله ولا طاقة له بأي طاقة حرارية أخرى تُحملهُ فوق طاقته أو تُحملهُ مالاطاقةَ لهُ، الشعور المُتضارب بين المُتاح والمرغوب جعل الإنسان بالرغم من حداثة وتطور تفكيره يتخبط في الحياة ويتخاصم مع أقرب المخلوقات إليهِ ( روحه ) وهو ماسبب بدوره الإضطرابات النفسية الظاهرة في صور مختلفة من صور الأعراض النفسية والعصبية والتي قد أنتشرت لتُصبح أعراض وأمراض العصر.. منها: إدمان التدخين .. الأرق .. القلق .. الإرهاصات في أشكالها المُتعددة .. الإنحرافات النفسية والسلوكية بجميع أنواعها .. الشعور الدائم والوثيق بالخوف والإرتعاد, لاسيما الأشياء المجهولة لدى الإنسان .. الكِبر .. الأنا.. العدوانية.. الطمع ..الشبق وعدم الرضا والإكتفاء فيما يتعلق بجميع الأشياء التي اعتاد الإنسانُ مُمارستها كحب التملك وحب القيادة وشبق الطعام والنوم والجنس إلخ..
فما هي حقيقة الروح
يقول محمد العايدى هلفوت الكلمة مثلما يلقب فى اللجنة التى ترأسها دكتورة نيفين مكى ان الروح حِمل لطاقة قد تفوق طاقة الإنسان نفسه, إذاً الروح ببساطة طاقة و كما سبق أن وضحنا، هي طاقة حرارية تتحرك بسرعة
( الفكر ) وماذا عن هذه السرعة العجيبة ( سرعة الفكر )؟
هي سرعة تتحرك عن طريقها الروح وتتنقل من مكان لآخر أو من جسم لآخر بواسطة هذه السرعة سرعة الفكر والتي تعنِ أن الروح إذا أرادت أو فكرت في شيء أو مكان أو جسد من الأجساد تنتقل إليه وتبلغهُ في الحال بمجرد أنها فكرت في بلوغ هذا الشيء أياً كان …وهنا نأتِ للسؤال الأقدم والأعمق والأهم_ ماهي تكوين الروح أو ماذا تكون ؟
في الواقع أن المعتقدات والمذاهب تمنع محاولة الكشف
عن كنه الروح ولكن..في نفس الوقت مسموح للإنسان أن يستنبط ويتصور أقرب التصورات لحقيقة تصف مفهوم الروح !
وفي هذا قولنا أن الروح ببساطة وفي تبسيط مطلق تُعتبر (طاقة) طاقة حرارية تُدب في الجماد فينتج عن هذا لإلتقاء (حركة) حركة ناجمة عن إلقاء حدث بين الروح والمادة الصلبة (الطين) مما نتج عنه حركة.
واكمل العايدى حديثه ان الحركة أودت بمرور الوقت الى سلوك لتصبح بعد ذلك (نفس) والجدير بالذكر أن هذه الطاقة الحرارية تتميز، بالطلاقة والحرية الأبدية لأنها طاقة وليست مادة صلبة بعكس مايتصف البدن الطيني المقيد المُتهالك بفعل الزمن موقوتٍ ومؤقت في صلاحيته وحركته وزمنه أيضاً!
فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تتقيد الروح بالإلتباس بالبدن مثلما أراد أن يتشرف البدن بالإلبتاس بالروح ،على الرغم من أن هذه لها خاصية وأن تلك لها خاصية أخرى حيث الأولى ليست كالثانية والثانية (المادة الطينية) ليست كالأولى !
ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به.
وعن وجهة نظره يبتسم العايدى ويسرد انا أرى أن أول هذه الأحمال التي يدعو الإنسان ربه ألّا يُحمله إياها هي, روحه التي تقوى عليه بخاصيتها المطلقة فأحمال الروح تُعد أثقل الأحمال لا قِبل للإنسان بها! وفي هذا الصدد نُريد توضيح حقيقة أخرى مهمة للغاية ألا وهي أن الإنسان ليس بقادرٍ على تحمُل روح أخرى تسكُن جسده بجانب روحهُ التي دعا ربه أن يُخفف عنهُ أحمالها وأثقالها و على سبيل المثال الأرواح النارية الشريرة التي يدّعي البعض أنها تسكُن جسمه وتلتبس به كالجن والأبالسة والعفاريت وغيرها من الأرواح التي يدعّي كثيرون أنها تسكُن أبدانهم الطينية وتجعلهم يتشنجون ويتخبطون بل ويتكلمون وينطقون بألسنة ليست ألسنتهم! وهو أمرٌ مشكوكٌ فيه بكل تأكيد بل ستُدهشونَ حين أقول أن الإلتباس بالجن هو أمرٌ يمثل خطورة بالغة على حياة الجن نعم وسأزيدكم من الشعرِ بيتاً بأن هذا الإلتباس يُعد مجازفة ومخاطرة كبيرة تحاوط أعتى جن وأقوى عفريت! ذلك أن طبيعة كُل منهما تختلف كُل الإختلاف عن الآخر والضرر يقع بشكل أكبر على الروح النارية الشفافة أكثر وأكبر من الخطر الواقع على الإنسان ذو البدن الطيني المتحرك بواسطة طاقة ساخنة تُسمىَ ( روح ) لأن طبيعة الجن والأبالسة من الناحية الفزيائية والكميائية تُعد أضعف من صلابة العناصر التي تملأ جسد الإنسان والأدهى من ذلك أن الطبيعة الفزيائية عند الجن بتجعله يتقيد بقوانين البدن الطيني عند الإلتباس به مما يُشكل خطورة بالغة على بقاء هذا الجن أو العفريت حياً! فإذا وضِعَ سُم لإنسان ملتبس بالجن يموت هذا الإنسان مسموماً ويموت معهُ الجن مسمواً هو الآخر أو ما إذا طُعنَ هذا الملتبس بالجن طعنة خنجرٌ نجلاء يموت إثر الطعنة ويموت معهُ الجن الساكن بداخلهِ!
إذاً الإنسان ليس بوسعهِ أن يتحمل روح أخرى تضاف إلى روحه التي بالكاد يتحملها وبل دعى ربه أن يجعلهُ يستطيع تحمُلِها وألّا يُحملهُ مزيداً من الأحمال التي تضاف إلى حِملها, ولِعلَ هذا يُفسرٌ لنا حقيقة ثُقل الوحي ومدىَ تأثيره الروحي على الأنبياء وهذه الحقيقة أثبتتها لنا سيرة النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه!
ويضيف محمد ان الملاحظ هنا أن الأية الكريمة وردت في صيغة (دعاء) لله
“ربنا ولا تُحملنا مالاطاقة لَنَا بهِ وأعفُ عنا واغفِر لَنَا ” كما وردت في صيغة الجمع. لأن الأحمال التي لا طاقة لنا بها هي أحمال يعانيها الجميع والجميع يعنى (إنسان) ومن هنا تتأكد الحقيقة الأزلية، أن مشكلة الإنسان مع نفسه هي (نفسه) وفي نظري المتواضع سوف يصبح الإنسان قوياً، حين يُدرك أنهُ ضعيف وسوف يصبح ذو معرفة حين يعرف أنه لم يعرف شيئاً على الإطلاق، كما سيصبح الإنسان عادلاً حين يُدرك أنه (ظالم لنفسه).
بدلاً من أن يُبدل في كل لحظة الحقائق ويُحرِف المبادئ النبيلة، ظناً منهُ أنه بذلك سيحصل على متع زائفة زائلة وهو في واقع الأمر يسعى بالتحريف والكذب من أجل الظفر بالوهم واللا شيء !
واخيرا على الجميع والجميع أُناس وأولهم أنا، الإكثار من الدعاء لله (ربنا ولا تُحملنا مالا طاقة لَنَا بهِ) والله مُجيبُ الدُعاء واتمنى لكم اعياد سعيدة واعمار مديدة.