الاحتفاء بإصدار الأمير وفاء وتكريم للرمضان …
بقلم عبداللطيف الوحيمد
حري بنادي النورس الثقافي بالأحساء أن يستعير مسرح جمعية الثقافة والفنون المعزز بالتقنيات الفنية ليحتفي بإصدار الكاتب
أحمد بن علي الأمير وعنوانه: (جواد الرمضان حارس الذاكرة
الهجرية) الذي أملاه عليه وفاءه للفقيد يرحمه الله وهذا الاصدار علاوةً على أنه وفاء للراحل فهو أيضاً تكريم له من نادي النورس ومحبي الرمضان ومن المؤلف مثلما فعل نادي الأحساء الأدبي حين كرَّمه في احتفاليةٍ كبيرةٍ أقيمت يوم الخميس 1438/9/13هـ فهذا الرجل العصامي كافح في حياته الثقافية لينحت له مقعداً في ساحة الثقافة على الرَّغم من أنه لم يدرس في وسطٍ علميٍ وإنما صنع مجده العلمي بجهده الذاتي حتى استطاع أن يؤلِّف معجماً كبيراً سمَّاه (مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين) تجشَّم عناء تأليفه بعزمٍ وهمَّةٍ تُذكيها الغيرَة والوفاء للتراث والتقدير الجم للعلماء والأدباء الذين عاش أغلبهم في الظل وماتوا دون أن يُترجِم لهم أحد كما فعل الرمضان في معجمه الذي احتضن 460 عالماً وأديباً في الأحساء والقطيف والبحرين منذ العصر الجاهلي وحتى القرن الرابع عشر الهجري في 693 صفحةً من الحجم الكبير منتهجاً منهج المؤلفين الفضلاء المتَّسمين بالحياد والموضوعية والإنصاف وعدم التمييز الطائفي أو المذهبي سائراً على هَدي ما كان عليه مؤلفو التراجم في العصر العباسي الثاني وما بعده حتى بداية النهضة العلمية الحديثة وكان الحافز له على تأليف هذا الكتاب رغم ما واجهه من صعوبةٍ وما بذله من جهد هو عدم وقوفه على كتابٍ جامعٍ وشاملٍ لتراجم أعلام هذه المنطقة الغالية من وطننا الحبيب مع أنه قد أُلِّف في هذا الموضوع عدد من الكتب إلا أن الشيخ جواد الرمضان رآها غير جامعةٍ وشاملة وقد فات مؤلفوها ذكر عددٍ كبيرٍ من رجال العلم والأدب المتقدمين والمتأخرين فما كان منه إلا أن بذل الوسع والجهد وبحث ونقَّب فتوفر له بعون الله وتوفيقه حصيلة كبيرة وثروة وفيرة من المصادر القديم منها والحديث والمخطوط والمطبوع وقام بتأليف هذا الكتاب ورتَّبه على حروف المعجم خدمةً للعلم والأدب والتاريخ هذا المعجم المكوَّن من جزأين مدمجين في كتابٍ واحدٍ أكد كاتب مقدِّمته الدكتور عبدالهادي الفضلي بأن القطيف والأحساء والبحرين بلدان تُمثل المثلث الثقافي الذي يُعطي الصورة المشرقة والمشرِّفة للوجه الحضاري لثقافة الساحل العربي على الخليج الأخضر فمنذ أن كان الكنعانيون سكَّانه وهو مركز من مراكز الحضارة في العالم.
ولم يقتصر نشاط الشيخ جواد الرمضان على تأليف ذلك الكتاب فحسب بل ألَّف العديد من المؤلفات التي تؤرِّخ للمنطقة سياسياً وعلمياً وأدبياً وهي (أعلام الأحساء في العلم والأدب لسبعة قرون من سنة 800 هجرية) و(صحيح الأثر في تاريخ هجر) و(قلائد الجمان في تراجم مشائخ الرمضان) و(أسنا المغانم في تراجم علماء وأدباء آل أبي المكارم) و(أنساب الأحسائيين) و(كشكول أدبي) و(ديوان الأحسائيات) و(نزهة الناظر وسلوة الخاطر).