The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

العزلة الإجتماعية و المسافة الإجتماعية مفهومان ضمن الآليات الوقائية ضد فيروس كرورنا المستجد Covid19

كتب حبيب أسكوي

العزلة الإجتماعية و المسافة الإجتماعية مفهومان ضمن الآليات الوقائية ضد فيروس كرورنا المستجد Covid19
العزلة الإجتماعية و المسافة الإجتماعية مفهومان ضمن الآليات الوقائية ضد فيروس كرورنا المستجد Covid19

لقد إكتشفت مفهوم العزلة الإجتماعية Social Isolation بمعناه الجديد،خلال الأيام القليلة الماضية فقط بعد أن كنت منكبا و معزلا إجتماعيا – أنا كذلك – بعد توقيف كل الأنشطة المهنية المقررة في منتصف هذا الشهر إلى نهايته؛حرصا على سلامة الجميع من جراء الجائحة،كما بات معروفا في الأواسط المتدولة للمفهوم عند الجميع Coronavirus Pandamice.و هذا الإكتشاف يأتي على خلفية الكتابة في موضوع آخر له علاقة بالموضوع الرئيسي.لكي يتم تغيير مسار الكتابة فيما بعد؛لأنني سوف أتحدث عن مجموعة من المفاهيم؛ دون أن يدرك المتلقي توظيفها الجديد،و المنعى الذي أصبحت تأخده في إطار هذا السياق،و لهذا كان من الضروري وضع المفهوم في سياقه كاآلية مفاهمية وقائية إلى جانب المفاهيم الأخرى ضمن إطارها الإبستمولوجي،لكي نقوم فيما بعد بتأسيس ذلك البراديكم Paradigm الذي سوف نعتمد عليه في الكتابات التي سوف تأتي بشكل متسلسل بعد هذا المقال.


لم يكن إكتشاف مفهوم العزلة الإجتماعية،مبني على الصدفة بل جاء عن طريق الإهتمام و الكتابة و البحث و الإطلاع المستمر على مختلف الدوريات و الحوليات العلمية الناطقة بالإنجليزية،و التي سبق لي أن سجلت نفسي بها؛بهدف الإطلاع على كل ماهو جديد في الساحة العلمية؛وذلك إنطلاقا من إتباع محتوى المسار العلمي،الذي يتقاسمه معي العديد من الأصدقاء،بحكم أننا نتقاسم نفس الأهداف، بالرغم من الرؤى المختلفة فيما بيننا،و التي تفسرها المرجعيات؛التي يتبناها و يعتمدها كل واحد منا في تفسير الأفعال و السلوكات الإنسانية.و لهذا فإن مفهوم العزلة الإجتماعية،جاء على لسان العديد من المسؤولين الدوليين؛ داخل منظمات الصحة العالمية التابعة إلى هيئة الأمم المتحدة،و كذلك تم رصده في مختلف اللقاءات و المؤتمرات الأخيرة المنعقدة حول التحديات التي فرضها الوباء العالمي كرورنا فيروس المستجد Covide 19،و فيما بعد جاء المفهومان معا في مختلف المقالات و المنشورات العلمية، بنفس المعنى الذي سوف نقدمه الآن،و لهذا فإننا نسجل أن معظم الخطابات و اللقاءات و المقالات المنشورة في الدوريات العلمية، التي تتحدث عن كرورنا فيروس،حيث تستخدم مفهوم العزلة الإجتماعية كاآلية وقائية ذات بعد مزدوج.فالبعد الأول و هو المعروف في الساحة الطبية و المستنبط من النظرية الطبية،وهي النظرية الجرثومية؛ التي تقول: ينبغي العمل على إبقاء حامل الفيروس في معزل بعيدا عن أفراد الجماعة و المجتمع ككل،حتى يتعافى من إصابته الفيروسية،وتختفي عليه جميع الأعراض الفيروسية،ويتم التأكد من إختفائها عن طريق التحاليل المخبرية؛و هذا هو المعنى الأول و السائد قبل تحدي فيروس كرورنا.لكن؛المعنى الثاني،و هو الذي أصبح متداولا مع إنتشار و تفشي الوباء العالمي كرونا فيروس،بمختلف الهيئات و المنظمات العالمية المهتمة بالصحة الإنسانية،و كل الفاعلين المتدخلين اليوم،يضعون المفهوم ضمن القائمة الوقائية؛ضد فيروس كرورنا،على أساس أن العزلة الإجتماعية هي آلية وقائية تعمل على حصر و تكسير التسلسل الفيروس عن طريق إبقاء العديد من الأفراد و الجماعات بعيدا عن التجمعات الإجتماعية؛التي قد تؤدي إلى تفشي العدوى بشكل سريع و خطير؛ مما يهدد حياة الأفراد و الجماعات؛و بالتالي فإننا نتحدث عن العزلة الإجتماعية من منظورها الإيجابي، لماذا ؟! لأن مفهوم العزلة الإجتماعية،في الأصل هو موجود داخل النظرية السوسيولوجية، أي نظرية الصحة و المرض، و داخل النظرية السكولوجية،لكن المعنى و الدلالة تختلف عما هو وارد في السابق،حيث العزلة الإجتماعية،تدل على واقع إجتماعي هش يعاني من الإنهيار؛حينما يتعلق الأمر بالفرد و المجتمع،و بالتالي نعمل على التدخل في إدماج الفرد داخل الحياة الإجتماعية؛أي أن العزلة الإجتماعية؛كانت ذات بعد و معنى مرضي.ولكن؛مع ظهور وباء كرورنا فيروس تأخد معنى آخر و هو المعنى الصحي في مواجهة الجائحة العالمية.العزلة الإجتماعية اليوم تتحول من آلية سلبية إلى آلية إيجابية،وقائية تحد من إنتشار العدوى بين أفراد المجتمع،و لهذا نلاحظ ذلك التداخل الكبير بين نظرية الصحة،و نظرية علم الإجتماع،و نظرية علم النفس حينما يتعلق الأمر بالصحة الإنسانية في مواجهة الأوبئة العالمية.فالعزلة الإجتماعية؛هي من مطالب ذوي الإختصاص الطبي، بهدف الحد من إنتشار و تفشي الوباء العالمي كرورنا فيروس،لكن هي في العمق فعل و سلوك إجتماعي،و كذلك سلوك يمس أحد أهم الجوانب المهمة في الصحة النفسية عند الأفراد؛و لهذا فالعزلة الإجتماعية اليوم هي بمتابة آلية صحية من أجل ضمان السلامة الصحية لمختلف أفراد المجتمع بدون إستثناء.


و إنطلاقا من آلية العزلة الإجتماعية،التي تهدف إلى الدعوة على إبقاء الأفراد داخل البيت و البقاء فقط لمدة معروفة لاتتعدى الأيام،التي تحددها الهيئات و المنظمات و المؤسسات الرسمية من أجل الحد من عدد الإصابات،و محاصرة الفيروس و السيطرة عليه ريتما يتم إعداد لقاح يستجيب لمختلف الضمانات العلمية المعمول بها في المجال الطبي.و لهذا كان النداء من طرف مدير منظمة الصحة العلمية تيدروس أدهانوم و هو يشيد بالعزل الإجتماعي الواسع من أجل مواجهة الجائحة العالمية، نظرا إلى خطورة هذا الوباء العالمي على المجتمع الدولي ككل.و الإشادة بالعزل هنا بهدف كسر و قطع تسلسل الإنتشار الوبائي و تفشي العدوى بين الأفراد،بالإضافة إلى هذا المفهوم؛فهناك مفهوم الحجر الصحي Quarantine و التباعد الإجتماعي أو المسافة الإجتماعية Social Distance كلها آليات وقائيةتحمي الأفراد من الإصابة بفيروس كرورنا المستجد .


يبدو لنا أن المجتمع الدولي تجند من أجل مواجهة،و مجابهة فيرورس كرورنا المستجد Covid 19،حيث الكل يتوجه نحو الآليات الوقائية فمنظمة الصحة العالمية و هيئة الأمم المتحدة و منظمة اليونيسف و غيرها من المنظات الدولية و المؤسسات الرسمية لمختلف الدول تعمل على نشر و توزيع المنشورات الوقائية من كرورنا فيروس، بهدف الحد من إنتشاره و كسر سلسلة الإنتشار و إنتقال العدوى بين أفراد المجتمع فبعد غسل اليدين بالصابون،و إستخدام المطهرات،و إتخاد الإحتياط اللازم عند العطس هناك آلية جد مهمة،تتمثل في التباعد و المسافةالإجتماعية، و هي آلية وقائية تراهن عليها الهيئات و المنظمات الصحية و المؤسسات الرسمية كذلك في الحد من إنتشار الوباء العالمي.و يتم تحديد المسافة الإجتماعية الصحية كاتدبير أولي وقائي من أجل الحد من إنتشار العدوى. و مفهوم المسافة الإجتماعية و المسافة الوجدانية،تم إستخدامها في علم الإجتماع و علم النفس.لكن هنا تأخد معنى آخر،و يتجلى هذا المعنى؛أثناء الحديث بين الأفراد أو أثناء قضاء الأغراض اليومية بشكل روتيني، فالمسافة الإجتماعية هنا عند قضاء حاجيتنا اليومية يتم الإتفاق عليها و هي متر في أقل تقدير من أجل تفادي ذلك الإحتكاك و إنتقال العدوى من الشخص المصاب و إلى الشخص آخر غير مصاب. و لهذا فإننا نلاحظ أن هناك العديد من الآليات و الإجراءات الوقائية من أجل الحد من كرورنا فيروس،و كلها آليات تهم الجانب السلوكي في الإنسان.و لهذا فإن المقالات التي سوف تأتي فيما بعد فإنها سوف تقوم بمعالجة مسألة السلوك الإنساني،و أهميته في الحد من إنتشار وتفشي الوباء العالمي كرورنا فيروس المستجد Covid 19.


و إنطلاقا، من هذا كله فإننا مطالبين جميعا بالإلتزام و إتباع الإرشادات الوقائية،التي تنشرها وزارة الصحة،و المؤسسات الرسمية التابعة إلى المملكة المغربية بشكل دقيق،و لا ينبغي علينا الإستخفاف بالموضوع، لأن الوبا خطير جدا،كما لاينبغي علينا أن نكون عبء ثقيلا على الدولة، في هذه المرحلة الصعبة و نحمل الأطباء و الممرضين و مختلف الطاقم الطبي الضغط الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية،و لهذا فالتحذير و إلتزام العزلة الإجتماعية،و المسافة الإجتماعية و غسل اليدين، و إتخاد التدابير اللازمة أثناء العطس،و عدم تبادل التحية باليد أو التقبيل و العناق،و غيرها من السلوكات الإنسانية؛التي تنشر العدوى و تؤدي إلى تفشي وباء كرورنا المستجد Covide19.و لهذا كان الحل اليوم لدى العالم بأسره هو الوقاية خير بكثير من العلاج المفقود، و إعتماد الآليات الوقائية من أجل كسر السلسلة الوبائية و حصر تفشي هذا الوباء المجهول الذي ينتشر في صمت بين الأفراد و بشكل سريع و مخيف.ولهذا سوف يكون المقال الآتي أكثر عمق لأننا سوف نتحدت عن الفعل و السلوك الإنساني و أهميته في الحد من إنتشاء وباء كرورنا المستجد Covid19.

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.