The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

انتهاكات تركية …وفرنسا تهدد بالانسحاب

تقرير: جورجيوس أنسي

انتهاكات تركية ...وفرنسا تهدد بالانسحاب

انتهاكات تركية وفرنسا تهدد بالانسحاب

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التوترات بين أنقرة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” لاسيما الخلاف حول استحواذها على نظام الدفاع الصاروخي الروسي “S-400” ؛ إذ يخشى الغربيون أن تسمح تقنية نظام الصواريخ الروسية بالوصول إلى معلومات سرية من الناتو.

و يواصل الناتو تحمّل التصرفات الأحادية والعدوانية التركية, وبالأخص الانتهاكات التي ترتكبها علي اليونان علي الرغم من أنها عضو في الحلف؛ لكنها ليست ذات أهمية جغرافية استراتيجية للناتو مقارنة بتركيا؛ لذلك يتجاهل الناتو تلك الانتهاكات.

إن تسامح الناتو المستمر للعدوان التركي الذي يهدد حتى الدول الأعضاء يمكن أن يكون العامل المحفّز الذي سيدفع فرنسا إلى مغادرة الحلف مرة أخرى.

وتذبذب العلاقة بين أردوغان وأنصاره بتركيا من جانب آخر, مما دفع لعدة تساؤلات ومحاور تشغل أذهان البعض ألا وهي :-

إقصاء تركيا؟

فاتفاقية الناتو لا تشمل إقصاء بلٍد من الحلف الأطلسي, لكن البلد العضو يمكن له بموجب الفصل الثالث عشر من اتفاقية الناتو؛ تقديم طلب للانسحاب. بينما يُعد إقصاء تركيا يُشكل خطرًا في الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي نظرا للأهمية الاستراتيجية ووضعها الجغرافي بين الشرق والغرب, وبدون تركيا ستتقلص قدرة تحرك الناتو من الناحية الجيوسياسية كما أن أنقرة تملك ثاني أكبر جيش في الناتو، وعملية إقصاءها ستقوض بقوة الإمكانيات العسكرية لحلف الناتو.

فكرة انسحاب تركيا من الحلف؟

وأكد محمد ربيع الديهي, الباحث في الشأن التركي, أنه في حالة تفكير أنقرة بالانسحاب من الحلف ستكون هي الخاسر الاكبر خاصة وأن الدول الاعضاء في الحلف يرون تركيا أنها دولة مارقة لا تحترم المواثيق الدولية, ولا تكترث بمصالح الحلف لافتا بأن تركيا لن تفكر في الانسحاب, لأن بقائها في الحلف يعني عدم اشتباكها أو دخول دول الأعضاء في حرب معها لوقف طموحها في المنطقة.

هل يساند الناتو تركيا في توغلها بسوريا وليبيا؟

وقال الباحث في الشأن التركي, إنه: لا يعتقد أن حلف الناتو كان داعم للتوغل التركي في ليبيا وسوريا برغم من موقفه السلبي أتجاه الأزمتين والذي جعلة في موقف “المشلول” لمواجهة التدخلات التركيا في المنطقة، مضيفا أن تركيا استغلت عضويتها في الناتو لتحقيق طموح “أردوغان” بأحياء الخلافة العثمانية واعادة أرث العثمانيين في المنطقة، فاردوغان يستغل ميثاق الحلف الذي يمنع الدول الاعضاء من الاقتتال والمواجهة العسكرية؛ لذلك تسعي أنقرة إلى اللعب بمثل هذه الثغرات في الميثاق لإحراج الحلف دوليًا.

وماذا عن صراع تركيا وفرنسا حول ليبيا, وهل يكشف انقساما بحلف الناتو؟

وأضاف “الديهي” أنه من المؤكد أن حلف الناتو بات منقسم الآن داخليا؛ نظرا لسياسات تركيا التداخلية في المنطقة والتي ترفضها دول الحلف ليس الاشكالية بليبيا فقط فسبق وأن أعلنت فرنسا أثناء الغزو التركي للشمال السوري أن الحلف مصاب “بالسكتة الدماغية”.

وأوضح الباحث في الشأن التركي, أن فرنسا ترسل مجموعات عسكرية في دول جنوب الصحراء بأفريقيا بهدف محاربة الإرهاب, إلا أن حلف الناتو لن يساند فرنسا في ذلك, وهو الأمر الذي يشير الى وجود تصدعات داخل الحلف تنظر باحتمال تمزقه أو إنشاء حلف جديد في ظل بروز قوي دولية جديدة منافسة للولايات المتحدة، مؤكدا علي أن الدور التركي في ليبيا لن يزعج فرنسا وحدها بل أيضا العديد من الدول الاوروبية باتت ترفض هذه السياسات وتندد به فضلا عن الاطماع التركي في اليونان والسعي التركي للاستيلاء على ثروات شرق المتوسط تجعل حلف الناتو أمام معضلة رئيسية وهي كيفية التصدي للأطماع التركية التي تهدد باقي الحلف واستمراره.

علاقة أردوغان بأنصاره في الفترة الأخيرة؟

وأفاد الديهيأنه يمكننا تقسيم أنصار أردوغان إلى قسمين: القسم الاول هم المؤيدين أيديولوجيا لسياسات أردوغان, وهؤلاء بدأت تهتز لديهم الصورة خاصة وأنهم يستشعرون الكذب في خطاباته وأصبح لديهم شبه يقين أن أردوغان يستعمل معهم خطابات رنانة لكسب بعض الوقت, في حين أنه يخسر كل يوم على ارض الواقع, وأصبحت سياسات أردوغان مكروه دوليا فضلا على أنه لم يستطيع أن يوفي بوعوده لهم. بينما القسم الثاني رافض لسياسات أردوغان على جميع الجوانب وأنضم الآن لصفوف المعارضة, لعل أبرز أمثلة هذا النوع هو أحمد داود اغلواو علي باباجانالذين كانوا من أوائل المؤيدين لأردوغان بل شركاء له وانشقوا عن حزبه ورفضوا سياساته، بل شكلوا احزاب منافسة له.

وأكد محللون إن هناك خطر حدوث صدع طويل الأمد في الناتو إذا لم يغير أردوغان المسار.

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.