صدى الكلمات أتمنى لو كنت جوال..!!
نعم.. ان شبكة التواصل الإجتماعي, هي حاجة ضرورية لتطور الإنسان وتقدمه، لكنها أصبحت شبكة تفكك اجتماعي وأسري، وإندثار عاطفي..
مقتبسة وراقت لي..لروعتها وواقعيتها..
من أروع القصص التي وصلت وما بها من واقع أليم يعيشه أطفالنا بسبب الجوال، والذي سرق أجمل اللحظات مع الوالدين والأهل..
طلبت معلمة من تلاميذ في المدرسة الابتدائية
أن يكتبوا موضوعاً إنشاءياً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون..
وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ بهدوء أوراق
الإمتحان، وما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء..
وصادف دخول زوجها فسألها: ما الذي يبكيكِ..!؟
فقالت :موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ..
فسألها : وماذا كتب..!!؟؟
فقالت له: خذ إقرأ موضوعه بنفسك..
فأخذ يقرأ : إلهي.. أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً، هو أن تجعلني جوال، فأنا أريد أن أحل محله..
أريد أن أحتل مكاناً خاصاً جداً ومهماً في البيت، وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل..!!
أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق، وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو تعبة..
وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي..
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي، وحدي ومعي فقط..
وأخيراً.. أريد منك يا إلهي.. أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً، لإنني أحبهم..
يا ربِّ، يا كريم.. إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي جوال..!!
انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال :
يا إلهي، إنه فعلاً طفل مسكين، ما أسوأ أبويه..
فبكت المعلمة مرةً أُخْرَىْ وقالت : الموضوع
الذي قرأته، كتبه إبننا…!!؟؟
تذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل(النت) بيته ولما سُئِلَ عن السبب..
قال : بكل بساطة، لأنه يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ، ويُنَغِّصُ عَلَيْنَا حَيَاتَنَا..
وقال ناصح : التقنيات الحديثة المتنوعة، من واتسآب، سناب شات، تويتر، فيس بوك، إلخ….
بدأت(تسرقنا) من أهلنا,ومن أطفالنا، وأسرنا..
بل تسرق مشاعرنا وعواطفنا الحقيقية..
الأبناء حقاً.. هم رأس المال وامتداد العمر والاستثمار الرابح في الحياة، عيشوا معهم، ولا تعيشوا لأجلهم، فأفضل ما يصنع الشخصيّة ( السويّة ) في الطفل هو ..( حسن القدوة ) والقرب العاطفي من الآباء ،سيما في مراحل عمرهم الأولى، وقبل سن ( المراهقة )..
وفقنا الله لإسعاد الأبناء، وتربيتهم التربيه المثلى في مجتمع بدأت تضمحل فيه الكثير من القيم والواجبات والمتوجبات ،والتقاليد الصالحة..