The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

صدى الكلمات..‏الإستحقاق، وفرِّقْ تسُدْ..!!‏

بقلم خالد بركات..

قال أحدهم :
” اعرِفِ المرءَ مِن فعله لا مِن كلامه..
‏ومِن عينِهِ لا مِن لسانِه “..

بدءًا سامحوني على التشبيه، والإسهاب بالكلام
وهو ليس بخطاب، وليس لفئة دون غيرها..
هدفه الإستحقاق الإنتخابي البلدي والإختياري
ومن يدعّي أنه يأتي لإعمار وانماء البلدة، بل وكأنه عن قصد أو بدونه يعزز الإنشقاق، ويهدم الروابط الإجتماعية والأخوة والتعايش والمحبة
فإن ما يجمعنا في البلدة اكبر من أي استحقاق..
وعلينا أن ننظر لما هو ثاني يوم الإستحقاق..

‏يروي الهنودُ في حكاياهم الشعبية أنَّ الغربان وطيور الِحدآن قد اتفقوا فيما بينهم على تقاسمِ كل شيءٍ يتمُّ الحصول عليه في الغابةِ مُناصفة..
وذات يومٍ شاهدوا ثعلباً مُضطجعاً بدمه جرحه الصيادون بلاحولٍ ولا قوةٍ تحت شجرة.. فتجمهروا حوله، ‏قالت الِحدآن للغربان :
نحن سنأخذُ النصف العلوي من الثعلب..
‏وقالتْ حينها الغربان : حسناً، كما تريدون….
نحن سنأخذُ النصف السفلي منه..!!

‏عندها قالَ الثعلبُ : كنتُ أعتقدُ أن الغربان أذكى من الحِدآن، ولكن تبيَّن الآن لي العكس، لقد تمَّت خديعتهم، فهم أَوْلى بالنصفِ العلوي الذي فيه رأسي ودماغي، وهما أطيب شيء فيَّ..!!

‏فقالتْ الغربان : هذا صحيح، لقد تمَّ خداعنا..
يجب أن نأخذَ القسم العلوي من الثعلب..
‏فقالتْ الحِدآن على الفور : هذا لن يحصل أبداً..
لقد اخترنا القسم العلوي أولاً..
‏ونشبَ قتال بين الطرفين، ماتَ فيه الكثير….
ومن خرجَ حياً فقد خرجَ إما جريحاً أو مُنهكاً..
‏وبقيَ الثعلبُ هناك أياماً يأكلُ ضحايا المعركةِ التي أشعلَها بين الطرفين، حتى استعادَ عافيته وقوته، ومضى في سبيله في الغابة..

‏‏ما أشبه اليوم بالأمس، بلدات في أعماقها مارد يتوقُ لينبعث من جديدٍ يقفُ في وجهه فرقة وخلافات هنا وهناك يُزكي نارها أخصام، ويصبُّون الزيتَ على نارِ الخلافات التي لو نظرْنا إليها لوجدناها خلافات تافهة على دُنيا لن تأتينا راكعة إلا إذا كُنا يداً واحدة..!!

وتبقى العبرة..
الثعلب هنا، هو التغافل الإستكبار، والأنانية والأنا القاتلة، والعائلية، والجبوب، والطائفية أحياناً، والتفرقة بالتذاكي، وخدمات مؤقتة ومحبة مؤقتة، وإبتسامة مصطنعة، وحضور أشخاص بالمجتمع فجأة ومشاريع وأحلام..

اسف على التشبيه بالشرح، وقلت من البداية هو ليس مقال وحسب، وبقناعة ولا عشرة الاف مقال ممكن تكون كافية لشرحه بكل تفاصيله..
لما لا نبقى لبعضنا أولاً ولبلدتنا ثانياً..
وننجو قليلاً، ولو فقط نجاة اولادنا في موقف يبدو بسيطاً، لكن ليس بسيطاً عندهم، أو ننجو ولو نصف نجاة، عبر تكافل داخلي، لأجل بلدتنا التي سيحضنها ترابها، وأنت يا شريكي في البلدة سنبقى نتشارك الأفراح والأحزان..
لكن ليس بالخطابات، باستعراض ودون اهانات، وفضح اسرار وفتح جراح وتجريح بالكرامات، البعض هم أصحاب مصالح ذاتية، والبعض من المستحيل الا ان يكونوا من أهل الصدق..

وكما قال الشاعر :
‏إن غرَّك القول فانظر فعل قائلهِ
‏فالفعل يجلو الذي بالزيفِ يستتر..

كم نحن بحاجة إلى قلوب صافية تقدم حسن الظن على سوء الظن، وبحاجة إلى كلمة طيبة تشجع وتقدّر وتثني وتشعرك بالبهجة، وبحاجة لمعاملة طيبة تشعرنا بالاطمئنان..

كم نحن بحاجة لأشخاص صادقين في مجتمعنا
نطمئن إذا تكلموا، ونطمئن إذا وعدوا، ولا نعرف
القلق عند صحبتهم، فهم أنقياء صادقين حتى
في الخلاف معهم، وعند تقصيرهم وبإعتذارهم..

اللهم..إحم كل البلدات وأهلها من الأنا والأنانية..

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.