صدى الكلمات..لا تحسد أحداً، بل أشكر الله..

بقلم خالد بركات..
يقول أحدهم :
(الله) هو الذي قدر قصة حياتك فتأدب عندما ترويها، وتأدب في حكمك على ما يحصل فيها..
يقول أحد الشباب يعمل بأحد المستشفيات :
ذات ليلة وقد قاربت فترة عملي على نهايتها أبلغني المشرف أن شخصية اقتصادية تتعامل بمئات الملايين قادم وَعليّ استقباله وَإكمال إجراءات دخوله المستشفى..
انتظرت وانتظرت عند بوابة المستشفى..
ولمحت من هناك سيارتي القديمة، وَتذكرت ديوني الكثيرة وَأقساطي المتعددة..!!
هنا وصل المليونير ليكمل مأساتي، حيث حضر بسيارة أعجز حتى في الأحلام أن أمتلك مثلها..
يقود السيارة سائق يرتدي ملابساً فخمة، حتماً أغلى بكثير من ملابسي التي أرتديها..
دخلت في دوامة التفكير، والمقارنة بين حالي وَحاله، مستواي وَمستواه، شكلي وَشكله..!!
قلت بكل حرقة وَمنظر سيارتي الرابضة كحصان عجوز، يؤجج مشاعري:هل هذي عيشة..؟؟
عموماً : سبقته إلى مكتبي وَحضر خلفي على كرسيه المتحرك يقوده السائق، ولفت انتباهي
أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ..!!
اهتزت مشاعري وَسألته :
هل عندك مشكلة في الرجل المبتورة..؟؟
أجاب : لا..
قلت : فما هي المشكلة إذن يا سيدي..؟؟!!
قال لي : عندي موعد تنويم ( التخدير )..
قلت له وباستغراب : وَلماذا..؟؟!!
نظر إليّ وَهو يكتم عبرته وَيخفي دمعته بغترته وَقال : بغصة وبصوت خافت ذبحتني الغرغرينا..
وَموعدي الآن هو من أجل (بتر) الرجل الثانية..
عندها : أخفيت أنا وجهي وَبكيت بكاءً حاراً..
ليس على وضعه فحسب، بل على كفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله..
فليسامحنا الله كيف ننسى كل نعمه في لحظة
وَأحياناً نستشيط غضباً عند أقل خسارة..!!
تحسست قدمي وَتذكرت صحتي فوجدتها تساوي كل أموال العالم، وكل سيارات العالم
فقلت : اشكر الله، والحمد لله..
إجعل دائماً شكواك للله، وله وحده..
وتأكد أن كل الأحزان التي تمر بك إمَّا :
لأنه يحبك.. فيختبرك ويرفع قدرك..
أو أنه يحبك.. فيطهرك من ذنوبك..
يوماً ما قد تكتشف أن :
حزنك حماك من النار، وصبرك سيدخلك الجنة..
للعبرة يجب على كل إنسان أن يعاود كل فترة مرضى في مستشفى ويدعو لهم بالشفاء، ليقول:
الحمدلله على كل يوم يأتي ونحن بعافيتنا..
اللهــم.. لا ترد لنا دعاء، ولا تخيّب لنا رجاء..
ولا تسكن أجسادنا داء، وأدفع عنّا كُلّ هم وغم..
{رسالة من عبدالله لعبدالله..}