فيروس Covid19 :التوجهات السياسية العالمية إبان حرب كرورنا .

من هو المستفيد الأول من هذه الحرب المعلنة من طرف كرورنا فيروس ؟!
على ما يبدو،ونحن نستنجد بالأداة التحليلية الكلية،أي ذات البعد الماكروسيوسيولوجي؛أن الصين الآن تتجه عكس التوقعات.لقد كان العالم بكامله ينتظر كيف ستكون نهاية الصين بعد الجائحة الوبائية،و هذه الواقعة بالضبط تجعلنا أكثر دقة في تحليل واقع الجهمورية الشعبية الصينية كيف حولت أزمة الحرب الفيروسية لصالحها؟! أي كيف تحولت من دولة تعاني من الجائحة الوبائية،إلى دولة تمد يد المساعدة في فك المحنة على مختلف الدول التي تعاني أشد المعاناة في هذه الأيام العصيبة؟! الصين اليوم،أكثر إندماجا في المحنة الوبائية مع العالم،إنه نوع من التقرب الوجداني الجديد لكنه تقرب وجداني سياسي؟؟!!
و التقرب هنا ليس بالسلع الصناعية،ولا بالتجارة،والكل يعلم علم اليقين أن الصين؛هي المصنع العالمي،و هي السوق التجارية العالمية.لكن،هذا التقرب من الصين إلى النظام العالمي،يأتي في سياق تضامني و مشاركة وجدانية عالمية،وقد تزكيها روح و خصال التضحية الإنسانية،بهدف وقف نزيف المعاناة من جراء الجائحة الوبائية العالمية،وإعلان مد يد المساعدة إلى الجميع : تقديم الكمامات بالملايين،و توفير المعقمات و المطهرات،وتوفير الآليات التكنولوجية الطبية،و تقاسم الخبرات مع أكثر الدول تضررا من الجائحة الوبائية العالمية،الصين اليوم تلعب دورا إنسانيا عالميا.
وهذا في الحقيقة ماهو إلا موقف مزدوج؛يجمع بين السياسي و الإنساني.إنها تمد يد المساعدة إلى إيطاليا الجريحة من النكبة الفيروسية،و إلى إيران و بولندا و اليوم إلى إسبانيا و فرنسا…إلخ.وفي النهاية تعلن مد يد المساعدة،إلى جميع دول العالم الفقيرة ؟! إننا أمام سياسية عالمية مغلفة بالروح التضامنية،و لهذا فإنني إعتبرها من حيث المبدأ بسياسية إنسانية مقبولة،ومما لاشك فيه أن هذه السياسية،سوف تعيد ترتيب الأوراق من جديد،أو على الأقل سوف تسجل في تاريخ البشرية جمعاء؛أن العالم إبان المعاناة من الوباء العالمي، يتلقى المساعدة من دولة كانت تعاني لوحدها،و العالم كان ينتظر ما الذي سوف يحدث (…).