ميسرة بارود.. رسام كاريكاتير فلسطيني يحكي عن رعب الحرب في غزة على طريقته
روما/ آجي
في خضم هذا الدمار الهائل وعمليات القتل اليومية والإبادة الجماعية وكل الركام والبؤس، “لا أرى مستقبلاً مشرقاً على المدى القصير. لكن أسطورة العنقاء الفلسطيني غير قابلة للتغيير: سننهض من قلب الموت، ونعيد البناء من جديد، ولن يتم ذلك إلا بجهود كل واحد منا. نرى فلسطين حرة ونحلم باليوم الذي سنعيش فيه دون هدم، دون قتل، دون موت، دون تهجير قسري”، هذه هي كلمات الفنان الفلسطيني ميسرة بارود في حوار مع وكالة آجي عن معاناته اليومية في قطاع غزة الذي يرزح تحت قصف يومي.
بارود، الذي ينشر رسوماته عبر موقع “ميسرات” الاجتماعي، أشار في حواره مع آجي، إلى مسؤوليات الغرب في هذه الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وولادة مشروعه في قطاع غزة المحاصر.
“لا يزال على قيد الحياة” رسم توضيحي ينشر كل يوم على شبكات التواصل الاجتماعي ليخبر أحبائه أنه لا يزال على قيد الحياة بينما غزة مشتعلة.
ويوضح الرسام الفلسطيني “إنها رسالة إلى أصدقائي الذين يطمئنون بالمشاركات اليومية التي أشاركها”، مشددًا على أن انقطاع خدمة الإنترنت وتعليقها غالبًا ما يتسبب في صعوبات كبيرة في الاتصال.
وأشار إلى أن “صعوبات التواصل وانقطاع الإنترنت شبه الكامل منعتني من الاطمئنان أو الرد على رسائل أصدقائي، فأصبح المنشور أفضل وسيلة متاحة للتواصل مع العالم أجمع”، موضحا أنها أيضاً “رسالة تحدي لظالمي الذي أخذ مني كل شيء، لكنه لم ينجح في حرمانني من شغفي وما أحب”، “وأنني مازلت حياً” هو “رسالة لأريح نفسي والذين أحبهم.”
وفي الوقت نفسه، استطاع من خلال الرسم أن يوثق ويروي “التاريخ كما أراه”، أي يوميات الحرب بالصور، “التي لا تتأثر بالدعاية أو الرواية الرسمية”، على حد قوله.
ويقول بارود: “ما زلت على قيد الحياة” “هو أول إنتاج كامل لي خارج الاستوديو الخاص بي وفي أماكن سفري المختلفة، حيث مكثت، وهو الإنتاج الوحيد الذي بقي لي”، مضيفا: “بعد أن دمرت الطائرات (الحربية الصهيونية – إضافة محرر) مكتبي وبيتي والاستوديو الخاص بي، فقدت كل أعمالي وكتبي وأدواتي وأغراضي”.
اليوم، غالباً ما تمثل رسوماته “أجساداً ممزقة بالصواريخ والقنابل”، لكنها تلمح إلى شيء أعمق: المعنى المجازي، كما يوضح بارود، هو “تشرذم الروح وتشتتها وفقدان الاتجاه”.
بارود، المعروف في الخارج باسم ميسرة، ولد عام 1976 في غزة ولم يعرف السلام قط. وهو يواصل كتابة مذكرات عن الحياة اليومية في قطاع غزة وسط الرعب والبؤس، مذكراً العالم بأن الحياة دائماً، وبشكل لا يصدق، أقوى من الموت.