The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

دكتور اسامه غطاس هل المرض الجنسي عار ؟

دكتور اسامه غطاس
دكتور اسامه غطاس

المرض الجنسي مرض مثل كل الأمراض قد يكون عضوياً و قد يكون نفسياً.

فالمصاب بالبرد مثلا لا يتمني له الناس إلا الشفاء ويهتمون بعلاجه وتوفير الرعاية الصحية له حتى يتعافى ويتماثل للشفاء.

و لكن فيما يخص الأمراض الجنسية و غيرها مما يتعلق بذكورة الرجل وفحولته.

فهي من المشكلات ذات الطبيعة الحساسة في مجتمعنا العربي لما لها من دلالات وأهمية ترتبط في وجدان الكثيرين بالشرف والكرامة.

ويعتبر الكثيرون صاحب هذه الأمراض ليس رجلاً حقيقياً أو على أقل تقدير ناقص الرجولة.

الأمراض الجنسية حلقة مفرغة:

في أحيان كثيرة يكون المرض سببه نفسياً وليس عضوياً.
بمعنى أن المريض يكون سليما تماماً عضوياً لا يعاني من أي شيء و فحوصاته كلها سليمة

ولكنه ما زال يعاني من المرض الجنسي سواء الضعف الجنسي أو سرعة القذف وغيرها !!

و لكن المرض نفسه يكون وصمة اجتماعية في نظرته أمام زوجته أو أقاربه فيكون المرض

نفسه هو سبب من أسباب المرض.


بمعنى أن حالته النفسية السيئة بسبب مرضه هي السبب الرئيسي في استمرار مرضه،


وبمجرد استعادة ثقته بنفسه يتعافى علي الفور كأن شيئاً لم يكن!!

نظرة المجتمع مدمرة:

تقريباً غالبية المصابين بأمراض جنسية بلا استثناء يخفون علي الجميع حالتهم المرضية.
بل وقد لا يذهبون للطبيب تجنباً للوصمة الاجتماعية ويعتمدون على العطارين والدجالين في العلاج خوفاً من (الفضيحة) التي قد تلاحقه.
ولا يدرك المجتمع أن المرض الجنسي مرض مثل غيره من الأمراض التي تصيب أجهزة الجسم التي ليس فيها منقصة تماما.

وباستمرار الوقت وتدهور حالة المريض للغاية والتوجه (مضطراً) إلى الطبيب بعد ذلك يكون الأوان قد فات بشكل كبير.
وما كان يحتاج شهراً لعلاجه قد يحتاج لسنوات حينها وما كان قد يمكن علاجه بكبسولات أصبح لا يتحسن إلا بجراحة !

أين تقع المشكلة في المرض الجنسي ؟

المشكلة في الوعي المجتمعي، فالمرض الجنسي ليس له أي علاقة بشرف الرجل أو رجولته.


بل هو مجرد عضو أو نسيج لا يعمل بالشكل الكفء ولا يحتاج إلا لبضع زيارات طبية

للمختص حتى يقف على علاجه و تتحسن الحالة بإذن الله.

الوصمة الاجتماعية للمريض الجنسي وحدها تقف عائقاً على علاج العديد من الحالات التي يمكن أن تتحسن بسهولة،
ولكن الفرصة تضيع بسبب الجهل بطبيعة المرض الجنسي والذي يكون في غالبية الأحيان ليس لصاحبه يد فيه.

أين حل مشكلة المرض الجنسي ؟

يبدأ الحل منذ الصغر.
الثقافة الجنسية للأطفال بما يناسبهم مهمة للغاية وتتدرج المعلومات حسب كل فئة عمرية بما

يناسبها من معلومات جنسية تشكل وعي كافي لها في مراحلها العمرية المختلفة.


فمثلاً في مرحلة الطفولة يتم تعليم الأطفال الفرق بين الشاب والفتاة والوقوف على ماهية كل

منهم والصفات المحبوبة والمكروهة في كل منهم،


وكيفية التعامل الصحيحة بينهم كما أنه من المفيد أيضاً توعية الأطفال وتدريبهم علي طرق

حماية أنفسهم من أي اعتداءات جنسية أو تحرش من أصحاب الاتجاهات غير السوية من

الكبار أو حتى المراهقين.

في مرحلة المراهقة يبدأ التعريف بتغيرات الجسم الهرمونية و الفسيولوجية للجنسين و أنها

طبيعية و شرحها ليكون المراهق علي علم وثقة بنفسه.

وفي مرحلة الشباب تبدأ التوعية بأهمية الزواج و الممارسات الجنسية السليمة والصحيحة .
وأهمية التوجه للطبيب في حالة الأمراض أو مواجهة أية عوائق من أي نوع.

وبهذا نوفر علي أنفسنا العديد من الطاقات المهدرة والقوة البشرية العاطلة التي لا تستطيع أن تنتج بشكل فعال في المجتمع.

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.