الإمارات – د خالد السلامي
فقدت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أبرز رجالاتها ورموزها الوطنية، بوفاة المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين. كان الراحل الكبير مثالاً للقيادة الحكيمة والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين على مدى عقود من الزمن.
المسيرة والإنجازات:
ينتمي الشيخ طحنون رحمه الله إلى جيل الرواد الذين رافقوا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء وتأسيس دولة الإمارات. فقد تقلد العديد من المناصب المهمة في إمارة أبوظبي وعلى مستوى الدولة، حيث شغل منصب ممثل الحاكم في منطقة العين، ونائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيس مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”.
كان الشيخ طحنون عضواً فاعلاً في الفريق الذي عمل مع الشيخ زايد على إنجاز المشروع الاتحادي وتأسيس دولة الإمارات عام 1971. وقد تولى حقيبة وزارة البلديات والزراعة في أول حكومة اتحادية. كما كان عضواً في العديد من المجالس والهيئات الاقتصادية المهمة مثل صندوق أبوظبي للتنمية والمجلس الأعلى للبترول.
القرب من المواطنين:
عُرف عن الشيخ طحنون رحمه الله حرصه على التواصل المباشر مع المواطنين، لا سيما أهالي منطقة العين التي ارتبط اسمه بها. فمن خلال المناصب التي شغلها في المنطقة، كان قريباً من شؤون وهموم السكان، مشاركاً لهم أفراحهم ومناسباتهم. وقد أكسبه ذلك محبة الجميع وتقديرهم لجهوده وعطاءاته.
الوفاء والتكريم:
لم تنسَ الإمارات فضل الشيخ طحنون وإسهاماته الجليلة، فقد حظي رحمه الله بتكريم خاص من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بإعادة تسمية الطريق الواصل بين مدينتَيْ العين ودبي باسم الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان في نوفمبر من عام 2018، اعترافاً بدوره ومكانته.
برحيل الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، تفقد الإمارات قامة وطنية استثنائية، أسهمت بشكل كبير في تأسيس الدولة وتقدمها. غير أن إرثه وإنجازاته ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن، مصدر فخر واعتزاز للأجيال. فرحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى إخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة قاطبة.
نعزي أنفسنا في وفاة قامة وطنية شامخة وقائداً ملهماً، أسهم على مدى عقود في مسيرة البناء والتنمية التي تشهدها الدولة. وستبقى إنجازاته وبصماته خالدة في تاريخ الإمارات.
سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أسرته الكريمة وشعب الإمارات جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.