The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

صدى الكلمات.. شعور الفقراء..

شعور الفقراء
شعور الفقراء


يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..

الأشياء التي نملكها هي ليست لنا في الحقيقة..
بل مُنحت لنا لكي نستخدمها مؤقتاً..
وستؤخذ منا عندما نغادر هذا العالم.
لذلك يجب علينا أن نترفع عن وعي التملّك..
وأن نعطي ما نقدر عليه وعندئذ سنجلب تلقائياً الخير والبركة لأنفسنا لأن من يعطي يُعطى له..
برمهنسا يوغانندا..

قِصَّـةٌ وَعِبْرَةٌ..
ذاتُ ليلةٍ من ليالي الشِّتاء الباردة، كانت السَّـماءُ
تُمطِرُ بشدة، وكان النَّاسُ في الشوارع يركضون محاولين الوصول إلى منازلهم بأقصى سُرعةٍ وهم ممسكين بمظلاتٍ تحميهم من الأمطار، والبعض يركض وهم يحتمون بسترتهم الجلدية..

في هذا الجو شديد البرودة كان هناك رَجُلٌ واقِفٌ كالصَّـنم لا يتحرك، ملابسه رثَّةٌ ويبدو عليه الفقر شديد الوضوح، وقف دون أن يتحرك حركةً واحدةً، ولم يحاول الإحتماء بأي شيءٍ
من الأمطار، حتى أن البعض ظنه تمثالاً..
كان شارد الذهن ودمعة تبعث الدفء على وجهه
نظر إليه أحد المارَّة باستحقار وسأله بسخرية :
ألا تملك أي ملابس أفضل مِن هذه..؟؟!!
ووضع يده في محفظة النقود الخاصة به وقال له: في تكبر وازدراء : هل تريد شيئاً منها..؟؟
أجابه الرجل بهدوء :أريدك أن تغرب عن وجهي..
فما كان من المار إلا أن ذهب غاضباً وهو يتمتم : تباً لهذا المجنون المجنون..

جلس الرجل تحت المطر لا يتحرك حتى توقَّف المَطَرُ، بعد ذلك ذهب إلى أحد الفنادق بالجِوَار، فأتاه موظف الإستقبال قائلاً له: لا يمكنك الجلوس هنا وَيُمنَعُ التسول،رجاءً انصرِف..
فنظر إليه الرجل وأخرج من سُترَتِهِ مفتاحاً عليه رقم B1 هو أكبر وأفضل جناح في الفندق حيث يطل على النهر، ثم أكمل سيره إلى المصعد والتفت إلى موظف الإستقبال قائلاً : أنا سوف أخرج بعد نصف ساعة، أفلا جهزت لي سيارتي من فضلك، ثم صعد دون أن يقول كلمة أخرى..

صُعِقَ مُوظَّفُ الإستقبال ووقف لا يدري ماذا يفعل، فحتى جامِعُوا القمامة يرتدون ملابس أفضل من هذا الرجل فكيف يكون بهذا الثراء..

ذهب الرجل إلى جناحه، وبعد مرور نصف ساعة خرج رَجُلٌ ليس بالزي الذي دخل فيه، بل يرتدي بدلة فاخرة وربطة عنق وحذاء يعكس الإضاءة من شدة نظافته وبريقه..
لا يزال موظف الإستقبال في حيرة من أمره
ولا يعرف ما سر هذا الأمر العجيب..
خرج الرجل وركب سيارته الرولز رايس، ونادي الموظَّفَ قائلاً : كم راتبك..؟؟
قال الموظف : 2000 دولار يا سيدي..
فسأله الرجل : هل يكفيك..؟؟!!
قال الموظف : ليس تماماً يا سيدي..
فقال الرجل : هل تريد زيادة..؟؟
الموظف : ومن لا يريد يا سيدي..؟؟
قال الرجل : أليس التسول ممنوع هنا..؟؟
رد الموظف في حرج شديد : بلى
فقال الرجل : ” تباً لكم ” تُرَتِّبُون النَّـاس حسب أموالهم، فليت شعري مَن بَدَّلَ سلوكك معي في دقائق وأردف قائلاً : في كل شتاء أحاول أن أجرب شعور الفقراء، أخرج بلباس تحت المطر كالمشردين، كي أحس بمعاناتهم، أما أنتم فتباً لكم، من لا يملك مالاً ليس له احتراماً وكأنه خُلِقَ عاراً على الدنيا، إن لم تساعدوهم فعلى الأقل
لا تحتقروهم ، فليسوا أقلَّ منكم في شيء..

العبرة.. لا يأسرك جمال الصورة والمظهر في الملبس، كما يأسرك جمال النفس في الإنسان..
ولا يستهويك يوماً جمال اللون في أي نبتة..
كما يستهويك جمال العبير في النباتات..

اللهم.. إجعلنا من الذين تيقنوا وأيقنوا أن الخير كله بيدك فلم ننتظر مخلوقاً وَ لا منزلة عند أحد..
رسالة من عبدالله لعبدالله..

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.