مكتب بتونس ادارة المستشار الحبيب بنصالح
يا ناس… بالنّسبة للغناء ، الصّوت هو الأساس . فجميع مساحيق الدّنيا و أحدث أدوات و فنون التّجميل و أطرف و أجمل أشكال وألوان الأثواب و أثمن أنواع الأطياب لن تجعل من فاقد القدرة على الغناء السّليم مغنّيا مهما رتّبوه و نفخوه و”شحَطوه” و زيّنوه و دعّموه…
لكن و بكلّ أسف ، أصبحنا ، اليوم ، نُباغَت في كلّ مَرّة بأصوات بها ألف عطب و أنشاز و عُرّة تقدَّم لنا على حين غِرّة على أنّها فلتات زمانها و نوابغ عصرها و مُشيِّدة الصّرح الفنّي الحديث البديل المُنتَظَر !
عن أيّ صرح يتكلّمون و هم ينشّزون كما يتنفّسون ولا يحسنون اللّعب سوى على وتَر المَظْهر و إبهار الأبصار و ملئ العيون بما لا علاقة له ، أصلا ، بمجال الغناء و أبسط قواعده و أصوله !
يلوّثون الأسماع و يحتكرون التّلفاز و المذياع ، و عندما نقول إنّهم لا يصلحون للغناء و لا مكان لهم فيه و لا باع ، يتّهموننا بالجهل و الحسد و الرّجعية و قطع الأرزاق والتّخلّف عن رَكب الحداثة و مقاييسها الجمالية الفنّية ” المبتدعة ” العصرية !
يا أباطرة نشر هذا النّشاز و ثقافة الهرج و المرج و صناعة ال”buzz ” ودعم هذا ” الفنّ المعلّب ” التّافه التّالف المعتوه ، الطّرب طرب مهما أبعدْتُموه و كتمتُموه و همّشتُموه ، و النّشاز نشاز مهما زوّقتموه و غلّفتموه و علّيْتموه… #عدنان