✍️.. صـــدى الكلمـــات..
الكريـــم وكـــرم الله..
بقلم خـــالد بركـــات..
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي..
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ..
يقول الأصمعي : كنت أزور رجلاً لكرمه
فأتيته بعد مدة فوجدته قد أغلق باب بيته..
فأخذت رقعة وكتبت فيها :
*إذا كان الكريمُ له حجابٌ*
*فما فضلُ الكريمِ على اللئيمِ..؟؟*
وبعثت بها إليه..
ووقفت أنتظر الجواب..
فعادت وعلى ظهرها مكتوب :
*إذا كان الكريمُ قليلَ مالٍ*
*تستّر بالحُجّابِ عن الغريمِ..*
ومع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار..
فقلت في نفسي، والله لأتحفنّ
أمير المؤمنين المأمون بهذه الحكاية..
فذهبت إليه وقصصت عليه القصة..
ووضعت الرقعة والصرة بين يديه..
فتأمل أمير المؤمنين الصرة وقال :
يا أصمعي هذه الصرة بختم بيت المال..!!
فأحضر الرجل الذي دفعها إليك ..
فقلت له : الله الله يا أمير المؤمنين..
هذا الرجل قد أولاني خيراً..
قال : لا بد منه..
فقلت : غير مروع..؟؟
قال : غير مروع..
فعرّفته مكانه، فبعث إليه فحضر..
فنظر إليه أمير المؤمنين ثم قال له :
ألست أنت الرجل الذي وقف بموكبنا بالأمس، وشكا إلينا رقة حاله وكثرة عياله..؟؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين..
قال : وأمرنا لك بخمسمائة دينار..
قال: نعم، وهي هذه يا أمير المؤمنين..
قال له أمير المؤمنين : ولمَ دفعتها للأصمعي على بيت واحد من الشعر..؟؟
قال : إستحيّت من الله أن أردّ قاصدي..
إلا كما ردّني بالأمس أمير المؤمنين..
قال : لله درّك، ما أكرم خلقك وأوفر مروتك..
ثم أمر له بألف دينار..
من أروع وأنقى ما كتب من شعر..
*الناس للناس مادام الوفاء بهم*
*والعسر واليسر أوقات وساعات*
*وأكرم الناس مابين الورى رجل*
*تُقضي على يده للناس حاجات.*
*لا تقطعن يد المعروف عن أحد*
*ما دمت تقدر والأيام تارات*
*واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت*
*إليك لا لك عند الناس حاجات*
*قد مات قوم وما ماتت فضائلهم*
*وعاش قوم وهم في الناس أموات..*
وتبقى العبرة ..بما قيل عن كرم الله..
والكرم من صفات الرب سبحانه وتعالى..
إن ربكم حيي كريم، يستحيي من عبده أن
يرفع إليه يديه، فيردهما صفرًاً، أو خائبتين..
وعباد الله الصالحون المؤمنون، يمنعهم حياؤهم وكرمهم من رد حاجة عبد من عباد الله..
اللهم..كتب اليسر لمن يعاني من العسر..
والراحة لمن به هم، والسعاده للجميع..
والشفاء للمرضى والإجابة لكل من دعاك..





إرسال تعليق