The Buzz Magazine
The Buzz Magazine

أم فرنسية من أصل مغربي تدعو لإرساء السلام وتتحدث عن أهمية تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية

  • لطيفة بن زياتن، أحد الحاصلين على جائزة زايد للأخوّة الإنسانية العام الماضي، تتحدث عن دور الجائزة في تعزيز طاقتها الإيجابية ودفعها لمواصلة تغيير حياة الناس، فيما يحيي العالم اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يوم 4 فبراير

أبوظبي،  3فبراير 2022: فيما يحتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية يوم الجمعة 4 فبراير، تحدثت لطيفة بن زياتن، والتي تلقّت جائزة زايد للأخوّة الإنسانية العام الماضي، عن دور الجائزة في تعزيز طاقتها الإيجابية ودفعها لمواصلة تغيير حياة الناس ورسم مستقبل أفضل للأطفال المحتاجين.

فقد حصلت لطيفة بن زياتن، وهي أمّ وناشطة فرنسية من أصل مغربي، على الجائزة المرموقة عام 2021 تقديرًا لجهودها المستمرة في إرساء السلام والمساعدة في منع توجه الشباب إلى التطرف، وذلك بعد مقتل ابنها عماد بصورة مأساوية في مارس 2012. 

ويذكر أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية نشأت بهدف تكريم الأفراد ممن يبذلون جهودًا استثنائية لإلهام الآخرين حول العالم كي يعيشوا قيم الأخوة الإنسانية الحقيقية.

وتواصل السيدة البالغة من العمر 62 عامًا دورها كشخصية ملهمة وفاعلة في المجال، حيث تعمل بشكل مستمر مع الأسر والمجتمعات في فرنسا والعالم من أجل نشر رسالة السلام والحوار والاحترام المتبادل. ومن الأمثلة على أعمالها إنشاء جمعية عماد للشباب والسلام بعد أربعة أسابيع فقط من وفاة ابنها. 

وبعد مرور عام على تكريمها، وفيما يستعد العالم لإحياء اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ما تزال لطيفة عازمة على المساعدة في تحقيق التغيير الإيجابي – سواء بصفتها والدة فقدت ابنها وبصفتها فردًا في المجتمع.

وتقول لطيفة، والتي رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2018: “أنا اليوم محاربة، وأناضل من أجل الآخرين، فلطالما أحببت الناس وكانت تلك القوة الداخلية التي تحركني. ولهذا فإن وفاة ابني كانت إيذانًا بولادتي من جديد، ولادة لطيفة التي ترونها اليوم”.

وأضافت: “دعمتني جائزة زايد للأخوة الإنسانية بشكل ملموس ومكنتني من إسعاد عدد أكبر من الأفراد والأسر والشباب، كما ساعدتني شخصيًا بشكل كبير حيث منحتني دافعًا أكبر لتكريس جهودي وإخلاصي لهذه القضية، وأشعر بأنها منحتني طاقة إيجابية لمواصلة دعم مزيد من الأسر والشباب واليافعين” 

كما تساعدها الجائزة في ملامسة حياة المجتمعات المحلية في القرى والمدن، لتصنع لحظات مفعمة بالمشاعر والذكرى.

وقالت بن زياتن: “رؤية الآخرين سعداء واحدة من أكثر اللحظات التي تلامسني بحق، فهي تثبت لي أنني تمكنت من زرع بذور السعادة في قلوب الآخرين. فهذه الدموع تعبر عن الفرح، وهي تسعدني أنا كذلك لأن السعادة مكوّن أساسي للمجتمعات، وهي بالنسبة لي أثمن المشاعر في العالم.” 

ومن خلال دورها البارز، تمضي لطيفة الوقت باستمرار في التواصل مع الشباب المغربي في فرنسا لتثقيفهم وتعريفهم بالقيم التي تجعل منهم أفرادًا صالحين وتمكنهم من تحقيق طموحاتهم. 

وأوضحت: “يواجه الشباب المغربي المولود في فرنسا عدة مشاكل، وقلة منهم فقط تتمكن من شق الطريق بنجاح بسبب انعدام المساوة. ولكنني لن اتخلى عن هذا النضال من أجلهم ومدّ يد العون لكل أولئك الشباب. فبعضهم ليس لديه أسرة والآخرون يعيشون في ملاجئ، وهناك يافعون صغار بعمر 12 عامًا أخرجوا من منازلهم – إنها قضية ضخمة ونضال مستمر ولكن هؤلاء الشباب هم المستقبل، ويجب أن يجدوا مكانهم المناسب في المجتمع الفرنسي.” 

“يحتاج أولئك الشباب إلى المحبة وإلى المساعدة مهما كانت أصولهم ومهما كانت ارتباطاتهم السياسية والدينية، ولهذا السبب أنا هنا اليوم – فأنا أريد الدفاع عن الإسلام لأن الإسلام دين التسامح وليس دين العنف.” 

وأضافت: “لهذا السبب أصف نفسي بأنني أم لعدة أبناء، فكلما التقيت أولئك الشباب، سواء كان عددهم 100 أو 300 شخص، يخبرونني بأنهم يشعرون بأنني والدتهم، وأنا لن أتخلى عنهم أبدًا.”

من الجدير بالذكر أن العام الحالي يصادف الذكرى العاشرة لوفاة ابنها، فيما تستمر بإلهام الكبار والصغار وتتطلع إلى إطلاق مشاريع جديد لمنفعتهم في السنوات المقبلة.

وقالت لطيفة: “أعمل في فرنسا على إقامة منزل عائلي يحتضن الشباب الذين يغادرون منازلهم للعيش في هذا المكان لشهرين أو ثلاثة ويتلقوا الدعم والمساعدة في المجتمع.”  

“أما في المغرب فأعمل على إقامة منزل يساعد الشباب ويمنحهم فرصًا تدعمهم في تحقيق أحلامهم بينما آمل أن أتمكن من بناء حضانة صغيرة للأطفال قبل 11 مارس، وهو تاريخ الذكرى العاشرة لوفاة ابني.” 

إشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك معنا للتوصل بآخر الأخبار، المقالات والتحديثات، ترسل مباشرة لبريدك الإلكتروني
يمكنك سحب اشتراكك متى شئت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.